المفتاح يقهر الاعاقة ويبهر العالم

حسين زياد منصور

“أنا أعيش بربع جسد، ولكن هذا لم يمنعني يوماً من الأيام من أن أكون سعيداً في حياتي”، هذه بعض الكلمات التي قالها غانم المفتاح في حوار سابق له مع شبكة “سي إن إن”.

الشاب القطري غانم المفتاح، أثار جدلاً وتفاعلاً كبيرين خلال الافتتاحية المبهرة لبطولة كأس العالم في قطر ٢٠٢٢، ولفت الأنظار بعدما بدأ الحفل بتلاوة آية من القرآن الكريم وكان بصحبة النجم السينمائي الشهير مورغان فريمان.

متلازمة “التراجع الذيلي” هي المرض النادر المصاب به المفتاح، ويعرف أيضاً بـ “الانحدار الذيلي” أو “التخلق العجزي”، وهو اضطراب خلقي يحدث نتيجة عدم تكوّن الجزء السفلي من العمود الفقري بصورة كاملة قبل الولادة مع وجود تشوهات للفقرات القطنية، وهو مرض يتسبب بولادة المصابين به بدون أطراف سفلية، ونتيجة لذلك، يحتاج إلى كرسي متحرك للتمكن من الحركة وأداء أنشطته بحرية. ويصيب هذا المرض شخصاً واحداً من بين 25 ألف حالة في العالم.

يعتبر المفتاح من الأشخاص الفاعلين في المجتمع القطري والعربي والملهمين للشباب، خصوصاً أنه قهر الاعاقة وتغلب على العقبات ويسعى الى مواصلة حياته على الرغم من المرض الذي يؤثر عليه، فبرع في رياضات منوعة وخطيرة وصعبة منها الغوص والتزلج على الألواح، وتسلق الصخور، وهو ما جعله شخصية ملهمة ومؤثرة. وفي مناسبات عدة قال انه رفض الاستسلام للاعاقة على الرغم من التحدي في حاجته الى العلاج المستمر، لكنه بـ”الصبر والايجابية” تغلب على ذلك، فهذا الشاب من دون أطراف سفلية واصل حياته باستخدام يديه وعلى كرسي متحرك، ودرس واجتهد ويواصل تعليمه ودراسته في تخصص العلوم السياسية، اذ يطمح الى العمل في السلك الديبلوماسي لبلاده قطر.

المفتاح المولود في أيار ٢٠٠٢ في العاصمة القطرية الدوحة، حصل على لقب “سفير للنوايا الحسنة” لمؤسسة “أيادي الخير” نحو آسيا (روتا)، و”سفير السلام” لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وسفيراً للحملة الدعائية لمركز قطر للمال. كما شارك في منتدى الأمم المتحدة للشباب في العام 2017 وفعاليات عدة أخرى الى جانب نشاطه الدائم على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويملك المفتاح شركة لانتاج الآيس كريم، ويأمل في توسعتها في دول المنطقة.

ويسعى الى تحفيز أقرانه من ذوي الاعاقة والصعوبات، فكان له العديد من المنشورات والمؤلفات وعدة كتب أبرزها كتاب “غانم الرابح دائماً” الذي تكفل بطباعته المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في قطر.

تجدر الاشارة الى أنه خضع لرحلة علاجية في ألمانيا تكللت بالنجاح، وقدم الشكر الى أسرته وبلاده والمرض الذي ألم به.

شارك المقال