إصابات بالآلاف وفرض إغلاق مجدداً… هل عاد كورونا؟

تالا الحريري

يبدو أنّ فيروس كورونا لم يغب فعلاً، فمنذ أواخر الصيف بدأت مؤشرات تجدده تظهر مع بروز متحورات جديدة عن أوميكرون BQ.1 وBQ.1.1 وXBB وXBB.1، وتلك المتحورات لديها طفرات في منطقة الفيروس التي ترتبط بالخلايا فتجعلها شديدة القابلية للانتقال، وعلى عكس أوميكرون، ليس هناك لقاح محدد لاستهدافها. وتزامناً مع ذلك، عاودت الاصابات بفيروس كورونا ارتفاعها شيئاً فشيئاً، حتى بدا أنهّ سينطلق من جديد ويتفشى كالمرة الأولى خصوصاً أنّ الكارثة بدأت مجدداً من الصين.

فحسب اللجنة الحكومية للصحة، سجلت الصين زيادة قياسية في عدد الاصابات بفيروس كورونا، بلغت نحو 32943 إصابة جديدة، ومن بينها 90.5% من دون أعراض، أي أنّ 29840 مصاباً لم تظهر لديهم أعراض المرض، وسجلت 186 إصابة وافدة من الخارج.

وبعد أن كانت هناك آمال بتخفيف القيود، دفعت هذه الزيادة في الاصابات إلى عمليات إغلاق واسعة، اذ فرضت السلطات في مدينة تشنغتشو الواقعة في وسط الصين والتي تضمّ مصنعاً ضخماً لهواتف IPhone، إغلاقاً عاماً الخميس على ستة ملايين شخص في الكثير من الأحياء وسط المدينة لمكافحة فيروس كورونا بعدما أثار تفشّيه احتجاجات عنيفة وحالة ذعر، إضافة إلى قيود أخرى على الانتقالات والأنشطة التجارية، وعادت مدن كثيرة في الصين الى إعلان تفشي المرض فيها.

ويفرض القرار الصادر مساء الأربعاء على جميع السكان القاطنين في ثمان من مناطق المدينة الخضوع لـPCR بصورة يومية وعلى مدار أيام الاغلاق العام الخمسة اعتباراً من منتصف ليل الجمعة. وشددت الكثير من المدن الصينية الكبرى الأخرى، بما فيها بكين وشنغهاي وتشونغكينغ، القيود الصحية.

وباتت بكين تطلب إظهار اختبار PCR أجري قبل أقل من 48 ساعة ونتيجته سلبية قبل الدخول إلى أماكن عامة مثل مراكز التسوق والفنادق والمباني الإدارية. واعتمدت الكثير من المدارس التعليم عن بعد، وأُغلقت معظم المطاعم والحانات والمتاجر.

وقالت وزارة الصحة والخدمات الانسانية الأميركية، انّه يجب إعادة فرض تفويض ارتداء الكمامة والتشجيع على التباعد الاجتماعي في الأماكن العامة لحماية الناس من كورونا طويل الأمد.

عبد الله: عودة إرتفاع الاصابات كانت متوقعة

وعلى الصعيد المحلي، أكد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبد الله لـ”لبنان الكبير” أنّ “عودة إرتفاع الاصابات بفيروس كورونا كانت متوقعة في العالم كلّه مع إقتراب الأعياد، إضافة إلى فصل الشتاء الذي يشكل أحد عوامل إنتشار الفيروسات، وخصوصاً أنّ الناس ما عادت تلتزم بالاجراءات والتدابير المفروضة”.

واستبعد إمكان إعادة فرض بعض القيود في لبنان حالياً “بسبب الوصول إلى الحد الأدنى من المناعة المجتمعية، بين حجم الاصابات ومستوى التلقيح المقبول. لذلك إجراءات التقييد لا تزال غير واردة إلا إذا ظهرت بعض المفاجآت، ولكن في المؤشرات وتقويم الوضع الحالي لا أعتقد أن هناك أي فرض للقيود”.

لكنه شدد على أن “المطلوب اتخاذ التدابير كما أنّ الكمامة ضرورية ليس للكورونا وحسب، بل لجميع الفيروسات المنتشرة حالياً ومنها الانفلونزا”، مشيراً إلى أنّ “وزارة الصحة تحارب بالفريق الصغير الذي تمتلكه على عدّة جبهات منها الكوليرا وكورونا وغيرها، وتركيزنا على المستشفيات الحكومية فهي خط الدفاع الأول”.

شارك المقال