الفلتان واهتراء المؤسسات يفاقمان تلوث مياه الشرب

جنى غلاييني

بعد تفشي وباء الكوليرا في لبنان، دأب بعض البلديات والمحافظات على إجراء فحوص مخبرية لمياه الشفة في بلداتها، ورُصد في جبل لبنان أمس تلوّث وبكتيريا في مياه الشّرب بعد الفحوص المخبرية التي أجريت على عينات المياه المعبأة للشرب، خلال الحملة التي أطلقها محافظ جبل لبنان محمد المكاوي للتثبت من سلامة مياه الشرب، وتبين وجود تلوث جرثومي وبكتيري في عدد من العينات. وأصدر المكاوي قرارات عدة توزعت بين الختم بالشمع الأحمر وعددها 68 ووقف العمل وعددها 18 والانذارات للعمل على تصحيح أوضاع المؤسسات وعددها 26، وتقديم ما يثبت زوال الأسباب التي دعت إلى الاجراءات الصارمة وتنفيذ الشروط الصحية المحددة من مصلحة الصحة. كما كلف المكاوي قيادة منطقة جبل لبنان تنفيذ القرارات وإيداعه النتيجة بالسرعة اللازمة. فماذا يقول المعنيون؟ وهل هذا الأمر سيؤثّر في زيادة نسبة الكوليرا في لبنان؟

وشرح المكاوي في حديث لموقع “لبنان الكبير” ما حصل بالقول: “بعد اتخاذ الاجراءات اللازمة من ختم بالشمع الأحمر ووقف عمل عدد من مؤسسات مياه الشفة، هناك مؤسسات تعبئة لمياه صالحة للشرب إذ خرجت فحوصها المخبرية نظيفة، فإذا كانت هناك محال مياه للشرب في جبل لبنان لا تزال تعمل فهذا الأمر يعود الى سماحنا لها بعد فحصنا للمؤسسة”.

وأشار الى أن “هذا التلوث ناتج عن أمور متعدّدة، وبعد الفحص تبين في بعض المحال وجود كوليرا في المياه، وفي البعض الآخر بكتيريا مختلفة، ما يعني وجود مياه غير معالجة أبداً، وبالطبع فإنّ مياه الآبار في ظل الظروف البيئية التي نشهدها وتسربات المياه المبتذلة إليها لا يمكن الاعتماد عليها كمياه صالحة للشرب إِلَّا إذا كانت في الحد الأدنى وفيها شروط صحية وتكرّرت بطريقة صحيحة”.

ولفت المكاوي الى أن “وجود الكوليرا في الفحوص التي أجريت ليس بالضرورة أن يزيد من الحالات في لبنان، فاليوم ليست لدينا أعداد مقلقة في جبل لبنان، والمحافظة استطاعت خلال أيام قليلة القيام بجولة كشف على حوالي 200 مؤسسة في كل جبل لبنان وتم فحص المياه الموجودة لدى هذه المؤسسات بطريقة بعيدة عن الأضواء والفحص تمحور حول ثلاثة أمور: فحص البكتيريا، فحص الكوليرا والفحص الكيميائي، وفي بعض الحالات تبين لدينا وجود نسبة عالية من الكلور ما يعني أننا سنحتاج إلى إعادة الفحص لتلك المؤسسات التي أكثرت من وضع الكلور، وبالطبع هناك استمرارية لعملنا نحن والبلديات”.

وفي السياق، أكد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبد الله أن “هذا القطاع بحاجة الى متابعة ومراقبة لوجود العديد من مؤسسات المياه غير المرخص لها، لكن محافظة جبل لبنان فعلت اللازم بحلتها الوقائية، وفي الوقت الحاضر يجب على الناس أن تأخذ حذرها وأن تقوم إمّا بغلي المياه قبل شربها أو بتعريضها للشمس حوالي ثلاث ساعات”.

وشدد على أن “هذا التلوث الحاصل في مياه الشرب هو نتيجة الفلتان في قطاع المياه بسبب مشكلة الصرف الصحي والفوضى في الجور الصحية، وبسبب الفوضى في إعطاء التراخيص، فإنّ اهتراء مؤسسات الدولة وعجزها عن القيام بواجباتها إن كان تقنياً أو مادياً أو بشرياً هي التي أوصلتنا إلى هذه النتيجة”.

شارك المقال