الايدز في يومه العالمي… عدّاد الاصابات الى انخفاض

جنى غلاييني

يحتفل العالم في الأول من كانون الأول باليوم العالمي للايدز المعروف أيضاً بفيروس نقص المناعة البشرية منذ سنوات طويلة، ولا تزال النظرة الى المصابين به استثنائية ومختلفة عن كل الأمراض الأخرى كونه ينتقل عبر العلاقات الجنسية أو الدم مباشرةً.

وعلى الرغم من الكثير من حملات التوعية ومحاولات تغيير نظرة المجتمعات الى حاملي الفيروس، واكتشاف العديد من العلاجات والأدوية التي تخفف من الآلام وتجعل المرضى يعيشون حياة شبه طبيعية، إلّا أنّ الأطباء والمصابين والعالم بأسره ينتظرون إيجاد الدواء الشافي أو اللقاحات التي تقدّم الحماية الكاملة من انتقاله.

وفي لبنان، وعلى الرّغم من عدم وجود نسبة عالية في حالات المصابين بمرص الايدز إلّا أنّ التوعية والحماية ضرورية، ووفقاً لآخر الاحصاءات فقد سجّل عدّاد الايدز لدى وزارة الصحة 148 حالة جديدة في العام 2020، بينها 137 إصابة لدى الذكور و11 لدى الاناث، ما رفع العدد التراكمي الى 2718 حالة مسجّلة على منصّة الوزارة تحت إشراف البرنامج الوطني لمكافحة السيدا، الذي أظهرت بياناته أن الفئة العمرية الأكثر عرضة للاصابة تركزت ما بين الثلاثين والخمسين عاماً، بحيث سجلت 50% من الحالات المصابة بـHIV، تليها الفئة العمرية دون الثلاثين عاماً 37.2% بينما 12.8% من المصابين تفوق أعمارهم الخمسين عاماً.

كما أنّ البيانات الرسمية للبرنامج الوطني تظهر أيضاً أن انتقال العدوى انحصر بالعلاقات الجنسية غير المحمية، وبصورة لافتة لدى مثليي الجنس الذين سجّلوا 92.6% من الحالات للعام 2020.

ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن مرض الايدز وخطورته، يشرح الاختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية البروفيسور جاك مخباط لـ”لبنان الكبير” أن “الايدز هو إصابة الشخص بفيروس HIV ثمّ يحدث عنده تدهور مناعي مع الوقت وقد تطول المدّة الى حوالي 20 سنة، لكن في الوقت الراهن لم نعد نستخدم كلمة (إيدز) أو (سيدا) كثيراً إنّما استُبدلت بكلمة (فيروس HIV) أو إصابة باكرة أو وسطية أو أصابة متقدّمة، وهذا الفيروس يسبب نقصاً في المناعة الذي تظهر جراءه إصابات جرثومية عديدة ومنها تكون خطرة جدّاً ما قد تؤدّي الى الموت”.

ويشير الى أنّ “فيروس HIV كلّما كُشف باكراً كان ذلك أفضل قبل التدهور المناعي وتدهور التهابيات في جسم المصاب الأمر الذي يسهّل عليه أخذ العلاج الذي يستطيع أن يوقف تكاثر الفيروس والاصابة المناعية، لذلك علاج هذا الفيروس فعّال جدّاً ويجب على المريض تناوله بصورة متواصلة ودائمة، وإلّا في حال أُخذ بصورة متقطعة فلن يؤدي الى نتيجة إيجابية أبداً”.

لطالما اعتبر هذا المرض في الدول النامية “تابو” لافتقاره إلى الثقافة والوعي والتقبل الاجتماعي والنظر اليه نظرة مشبوهة الأمر الذي جعل بعض حاملي الفيروس خائفين من الكشف عنه والسبب الأساس أنه ناتج عن العلاقات الجنسية. وفي هذا السياق، يعتبر مخباط أنّ “وجود العلاقات الجنسية ضروري وهي جزء من حياة الانسان، المبنية على ثلاثة أمور أساسية هي الأكل والشرب، التخلّص من الفضلات، وإقامة العلاقة الجنسية التي تعتبر مهمة للتواصل الانساني والتكاثر”، مؤكداً أن “العلاقات الجنسية لا تعتبر مصدر الايدز الوحيد إنّما يمكن أن تنتقل عبر الدم، ولكن في لبنان منذ أكثر من ثلاثين سنة لم تظهر حالات إيدز سببها الانتقال عبر الدم، إنّما يجب الأخذ في الاعتبار الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عبر الحقن والذين يشكّلون نسبة قليلة جدّاً، لهذا السبب تعتبر غالبية حالات فيروس HIV سببها العلاقات الحميمة”.

ويلفت مخباط الى أن “عدّاد الايدز الى انخفاض، وقد وصلنا الى مرحلة مستطيلة في الوباء، فلم نعد نشهد أعداداً متزايدة كل سنة، ونأمل أن نصل الى مرحلة منخفضة جدّاً في الأعداد في الوقت الحاضر مع تكثيف الكشف الباكر، كما أنّ البرنامج الوطني لمكافة الايدز يحاول أن يكشف عدد المصابين بالفيروس باكراً لكي يتم العلاج ويوقف انتشار الفيروس، وبدأ البرنامج الوطني منذ مدّة بتوزيع علاج واقٍ للفيروس مكوّن من دواءين لديهما فعالية قوية لمكافحة الفيروس وانتقاله”.

شارك المقال