المونديال حوّل اللبنانيين الى محلّلين رياضيّين!

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

مع انطلاق كأس العالم، انشغل اللبنانيّون بهذا الحدث الضخم، وتحوّلوا من محلّلين سياسيّين، الى محلّلين ومعلّقين رياضيّين. أصبح شغلهم الشاغل متابعة المباريات، تشجيع فرقهم، و”التّزريك” على مواقع التّواصل الاجتماعي.

تحوّلت الأحياء الى مدن أجنبية تتكدّس فيها الأعلام المختلفة، السيارات لبست أزياء رياضيّة، والمقاهي أصبحت قطر رقم اثنين وأرضاً للمعركة.

نسيَ اللبناني أنّه يعيش فراغاً رئاسيّاً، وأن الوضع السّياسي مزرٍ. لم يعد يتابع قفزات الدولار، ولا تصريحات السياسيّين.

أصبح من النّادر أن نرى “بوستات” سياسية على مواقع التّواصل الاجتماعي، ولا مشاحنات أو مشكلات.

انشغل اللبناني أوّلاً بإيجاد طريقة لمشاهدة المباريات، إمّا من خلال الاشتراك لمن يستطيع تحمّل المبلغ الكبير، أو عبر الأونلاين، أو بالاتفاق مع اشتراك المنطقة الّذي يبثّه سرقة، ومنهم من حرص على مشاهدته في أماكن عامة للاستمتاع بالنرجيلة والطعام والشراب.

غيّب المونديال الأجواء السلّبية الّتي كانت تُخيّم على لبنان، وإن كان لفترة قصيرة، ونجح في خلق جوٍ من الايجابية الّتي لم يعد يشعر بها الّلبناني.

بالطّبع انعكس هذا الأمر ايجاباً أيضاً على الاقتصاد اللبناني نوعاً ما، فشهدت المطاعم والمقاهي حركة كثيفة وأصبحت الحجوزات اجبارية، وكل شخص يختار المكان الّذي يتناسب مع قدرته المالية.

يقول علي، مسؤول في أحد مطاعم العاصمة: “انّ المقاهي والمطاعم تشهد عادة حركةً قوّية في منتصف شهر كانون وتكون معظمها حركة سياحية أجنبية، أمّا اليوم فاللبنانيون هم الّذين يملؤون الأماكن حياة كما كان الوضع في الماضي، نحاول مراعاة الناس بالأسعار، ونشعر بفرحة عارمة عندما نرى الحياة في لبنان”.

أمّا بالنسبة الى متابعي كأس العالم، فيوضح كريم أنّه فضّل عدم الاشتراك في المنزل لمشاهدة كأس العالم، وقرّر صرف هذا المال في المقاهي فهو يشعر بالحماسة أكثر عندما يرى مكاناً مكتظاً ويشاهد المباريات مع أصدقائه.

وعن المشاحنات الّتي تملأ مواقع التّواصل الاجتماعي، تؤكد سارة أنّها من مشجّعي فريق ألمانيا والجميع كان يعلم ذلك، وعندما خرج من المونديال امتلأت صفحتها بالتعليقات السّاخرة، وهي الآن تقضي وقتها في استخدام السوشيل ميديا أكثر لأنّه خالٍ من السياسة ومليء بالتسّلية.

شارك المقال