بين التضليل والمحتوى الهابط… الدعاوى تطارد “تيك توك”

جنى غلاييني

لا يزال تطبيق “تيك توك” الذي يحتل الصدارة عالمياً من حيث الاستخدام، يثير العديد من التساؤلات، اذ يغزو العالم بصورة مخيفة على الرغم من مساوئه التقنية والنفسية والاجتماعية التي تطغى على مجتمعات العالم، فلا يمكن إغفال تسببه بمقتل فتاتين من مدينة لوس أنجلوس الأميركية من خلال تحد، يقوم فيه المشاركون بخنق أنفسهم حتّى يفقدوا الوعي ليعودوا ويستفيقوا وينشروا المقطع المصوّر على التطبيق، الا أن الفتاتين لم تستفيقا!.

الكثير من الدعاوى القضائية تطال تطبيق “تيك توك”، وأولها من محكمة لوس أنجلوس بعد وفاة الفتاتين، واليوم يتلقى المزيد منها، وآخرها من ولاية إنديانا الأميركية التي رفع المدعي العام فيها تود روكيتا دعويين يتهمه في إحداها بإتاحة البيانات الشخصية لمستخدميه المقيمين في الولايات المتحدة، للسلطات الصينية.

وفي الدعوى الثانية، يتهم المدعي العام “تيك توك” بتضليل المستخدمين القاصرين وأولياء أمورهم، معتبراً أنّ التطبيق “يتضمن محتوى يحمل إيحاءات جنسية أو ينطوي على لغة نابية أو يشير إلى المخدرات بصورة نادرة أو معتدلة، فيما يعج التطبيق في الواقع بأمثلة متطرفة عن هذا الموضوع”، بحسب بيان أصدره مكتب المدعي العام.

وأشار البيان الى أنه “ينبغي على الشركة أقلّه أن تقول لمستخدميها الحقيقة في ما يتعلق بتطابق محتواها مع عمر المستخدمين وعدم أمان البيانات التي تجمعها”، آملاً “أن تجبر هذه الدعاوى القضائية (منصة) تيك توك على أن تصبح صادقة وتغيّر أساليبها”.

في المقابل، رفضت شركة “بايت دانس” الصينية التي يتبع لها “تيك توك” التعليق على الدعوتين المرفوعتين من المدعي العام، إلّا أنها أكّدت في رسالة إلى وكالة “فرانس برس” أنّها تدخل “موضوع صحة الأطفال” في برامجها، مشيرةً إلى أنها “مقتنعة بأنها تسير على الطريق الصحيح” في ما يتعلق بمفاوضاتها مع الحكومة الأميركية بشأن المخاوف المتعلقة بالأمن القومي.

وإلى جانب الدعاوى التي رفعها بعض سلطات الدولة في الولايات الأميركية في تقييد “تيك توك”، تنضم إليها تايوان التي اتخذت إجراءات لتقييد استخدام هذا التطبيق والتطبيقات الصينية الأخرى.

وفي لبنان، إذا نظرنا إلى هاتف معظم اللبنانيين فنجد تطبيق “تيك توك” محمّلاً عليه، ولكن إذا أردنا معرفة نظرتهم اليه، فنرى أن البعض منهم يعتبره مصدر ربح للأموال، وآخرون يجدونه مصدراً للتسلية وتمضية الوقت، وقلّة قليلة من تجده منصة مضرّة جدّاً لفئة الأطفال والمراهقين لما يضمه من محتوى هابط وما يخلفه من دمار أخلاقي، ولكن ليس هناك معترضون على استمرارية وجوده في لبنان، لذا يتبين أنّ حظره ليس قريباً.

أمّا البلدان التي قَرَّرْت حظر “تيك توك” فيها فهي الهند وأفغانستان، بينما تراجعت عن قرار حظره كل من باكستان، بنغلادش وإندونيسيا.

شارك المقال