شجرة بنشعي انسانية بيئية… حديث الصحافة الألمانية

نور فياض
نور فياض

على الرغم من أن الظروف الاقتصادية صعبة، الا أن لعيد الميلاد نكهة خاصة ولا بدّ من احيائه مهما بلغت قساوة الأزمات.

زيّنت غالبية البلديات ساحاتها بشجرة الصنوبر الخضراء وجميعها متشابهة حتى لو اختلفت في كمية الزينة ونوعيتها. لكن الاختلاف الحقيقي رصد في بنشعي شمال لبنان.

أضاء المهرجان الميلادي Christmas by the Lake الذي أسّسته السيدة ريما فرنجية، الشجرة الميلادية على ضفاف بحيرة بنشعي، بعد غياب لمدة سنتين، بحضور وزيري الاعلام والسياحة في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري ووليد نصار، النائب طوني فرنجية، الفنانة داليدا خليل، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني الخير، الناشطة البيئية ومنفّذة فكرة الشجرة الميلادية كارولين شبطيني، مدير Christmas by the Lake بيار زيادة اضافة الى مواطنين من المناطق اللبنانية كافة استمتعوا بإضاءة هذه الشجرة التي أصبحت حديث الصحافة الألمانية التي نشرت صورة الشجرة على موقع Zdfheute وعلى “انستغرام” وكتبت عليها “صدمة من البلاستيك”.

شجرة بنشعي الفريدة من نوعها والتي تحمل في طيّاتها بعداً انسانياً ورسالة بيئية صنعت من ١١٠ آلاف عبوة بلاستيكية.

وأوضحت شبطيني لـ “لبنان الكبير” أن “الشجرة أنجزت خلال ٢٠ يوماً بعد أن اقترحت السيدة ريما فرنجية أن تكون هذه السنة من مواد يعاد تدويرها، وهي تحوي ١١٠ آلاف عبوة بلاستيكية، اما المغارة فتألفت من ٢٢ ألف عبوة حمراء ومجسم الكرة الأرضية من ٨٥ ألف عبوة زرقاء، كتب عليه we don’t have planet B، للتأكيد والتنويه بأن الأرض والكوكب بحاجة الى بيئة نظيفة، ولا يمكننا استبدال الأرض في حال لم نحافظ على ثرواتنا الطبيعية.”

وأكدت شبطيني أن “رسالتي البيئية في كل المشاريع التي أنجزها هي أنه من خلال النفايات يمكننا أن نخلق فناً جميلاً.

What’s a junk for other, is a tresor for me”

لم تكتف هذه الشجرة بالبعد البيئي، واعادة التدوير وانقاذ الأرض كما أرادت السيدة فرنجية، انما لهذه الشجرة بعد انساني. فوفق شبطيني، أن “هذه المواد البلاستيكية نتبرّع بها، للأطفال المصابين بمرض السرطان، بحيث يبيعونها ليجنوا المال، وبمعنى آخر، المتبرّع بعبوة كأنه تبرّع بإبرة أو دواء للمريض.”

والجدير بالذكر أن احتفالات بنشعي مستمرة طيلة الشهر الميلادي ومنها:

١٦ كانون الأول: مسرحية راقصة واستعراضية – تفاعليّة للأطفال مع GHINWA عند الساعة 4:00 بعد الظهر في مطعم بحيرة بنشغي.

٢٦ كانون الاول: مسرحية راقصة واستعراضية – تفاعليّة للأطفال مع ‏Mizo et Miza عند الساعة 5:00 بعد الظهر في مطعم بحيرة بنشغي.

ويساعد هذا الحدث على خلق فرص عمل جديدة للشباب، كما تنمية المجتمع المحلي خصوصاً ومنطقة الشمال عموماً.

الفن والابتكار ليسا بحاجة الى المال، بل الى تعاون وروح واحدة لخلق شيء يدهش الجميع وهذا ما أثبتته بنشعي.عندما نسقي عطشانا كأس ماء، عندما نكسو عرياناً ثوب حب، عندما نجفف الدموع من العيون، عندما نملأ القلوب بالرجاء، نكون في الميلاد وهذا ما أثبتته بنشعي أيضاً.

شارك المقال