“لجوء” لبناني إلى سوريا للطبابة… التكاليف أقل من النصف!

راما الجراح

على إثر اشتداد الأزمة الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على القطاع الاستشفائي والطبي، وارتفاع كلفة الطبابة مع تدهور سعر الصرف الرسمي، بات اللبناني يبحث عن وسيلة لتخفيف الأعباء عنه صحياً، فلجأ البعض إلى المستشفيات في سوريا للطبابة والعلاج بعد استتباب الوضع الأمني شيئاً فشيئاً هناك، وشراء الأدوية البديلة بالتركيبة نفسها التي يصفها الطبيب بأقل كلفة ممكنة. وبعد فترة بدأ المرضى يتداولون في النتائج الناجحة لعملياتهم الجراحية أو التجميلية في سوريا والحديث عن تجربتهم، وعن الفارق الكبير في التكلفة الذي يتجاوز نصف القيمة، ما أدى الى حركة لجوء كثيفة باتجاه المستشفيات السورية خصوصاً أن أكثر من ٨٠٪ من اللبنانيين خسروا ضمانهم الصحي.

مصدر خاص مطلع على المجال الطبي في سوريا ويتردد عليها دائماً، أكد عبر “لبنان الكبير” أن “هناك إقبالاً كبيراً على العلاج في المستشفيات في سوريا بسبب انخفاض أجورها وأجور الأطباء مقابل ارتفاعها في لبنان، وأبرز العمليات الجراحية التي يقومون بها هي العيون، الجيوب الأنفية، قص المعدة، تجميل الوجه والأنف، عدا عن كفاءة الأطباء واهتمامهم بالمريض، والمستوى العالي من النظافة داخل المستشفيات”.

وأشار المصدر إلى أن كلفة عملية “الماء الزرقاء” للعين على سبيل المثال مع عدسة قريبة وبعيدة في لبنان تكلفتها لا تقل عن ١٨٠٠ دولار، بينما أجراها أحد المرضى في سوريا بـ ٧٧٥ دولاراً، مع العلم أن العدسة من هولندا، لافتاً إلى وجود سيارات في لبنان مخصصة للعمل على إيصال المرضى الى سوريا لإجراء العمليات ثم تأمين طريق عودتهم إلى لبنان.

وأوضح أنه كان في أحد المستشفيات المتخصصة بالعيون برفقة مريض، وعندما وصلا كان رقمه ١٧٦ عند الساعة ١١ قبل الظهر، ويصل الرقم إلى ٢٥٠ عملية تُجرى في المستشفى يومياً.

وبالنسبة الى أسعار الدواء، قال عبر “لبنان الكبير”: “كلفته قليلة جداً مقارنة بالدواء الذي نشتريه من صيدلياتنا، فهناك أدوية قد يصل سعرها في لبنان إلى ٥٠ دولاراً يمكن شراؤها بالتركيبة نفسها من سوريا بـ ٥ دولارات فقط، وتكون مضمونة طبياً، وهناك نسبة كبيرة من اللبنانيين تطلب من أصحاب سيارات الأجرة أدوية من سوريا بكميات تصل إلى ٥ علب من الدواء نفسه بسبب سعره الزهيد”.

أخصائية العناية بالبشرة بيان عقل كانت تعاني من مشكلة الجيوب الأنفية، وتشوه في أنفها، وبحاجة إلى عملية سريعة بسبب صعوبات في التنفس أي عملية تجميل، وأكدت عبر “لبنان الكبير” أنها حاولت البحث على صفحات الأطباء المختصين بعمليات تجميل الأنف، واستشارت أحدهم في منطقة البقاع وكانت التكلفة ١٨٠٠ دولار، ودكتور آخر مختص في بيروت طلب ٣٥٠٠ دولار فقط للتجميل، ومع الجيوب وتكسير العظم يمكن أن تصل التكلفة إلى ٥ آلاف دولار.

أضافت: “المبلغ كبير حتى أنه يفوق قدرتنا المادية لذلك قررت التحمل حتى إيجاد حل مناسب، وعن طريق الصدفة حدثني أحد أقاربي عن عمليته التي أجراها لتجميل الأنف في سوريا، ونجحت ١٠٠٪، وبعده ذهب أربعة من أقاربي أيضاً وحجزوا في المستشفى نفسه لاجراء العملية بعدما عجزوا عن اجرائها في لبنان وتكللت بالنجاح”.

وتابعت عقل: “بعد الحديث مع الدكتور المختص، واجراء بعض الفحوص التي طلبها، تحدد الموعد وأجريت عملية الجيوب، وتكسير العظم، والتجميل بـ ٣٥٠ دولاراً فقط، والفرق كبير جداً، والعملية نجحت ١٠٠٪ من دون أي مضاعفات”.

أما جمانة ياسين فروت لـ “لبنان الكبير” ما حصل معها، قائلة: “أبي يعاني من مرض السكري منذ زمن بعيد ما أدى إلى تضرر شبكة العين عنده وتسبب في نزيف داخل العين. قمنا بزيارة عدة عيادات طبية في لبنان واستشرنا عدداً كبيراً من الأطباء، والغالبية أجمعت على أنه يحتاج الى عملية معينة وسيليكون في العين، وتكلفتها في لبنان تبدأ بـ ٢٥٠٠ دولار، عندها لجأنا إلى خيار الذهاب إلى سوريا بعد سماعنا عن تجارب ناجحة لمرضى هناك في كل العمليات المتعلقة بالعين”.

وأوضحت “قمنا بزيارة مستشفى متخصص بالعيون في سوريا، واستشرنا طبيباً مختصاً، وحددنا العملية وتكللت بالنجاح، والتكلفة لم تتخطَ الـ ٧٠٠ دولار مع المصاريف وأجرة الطريق”، مشددة على أن “اللبناني اليوم يحتاج إلى تأمين علاج جيد بسعر أقل ولو كان ذلك يتخطى الحدود، وعلى الأطباء في لبنان الأخذ في الاعتبار أن أوضاع الناس المادية لا تسمح لهم بالعلاج بسبب غلاء المعاينة أو العملية، وأنا استطعت الذهاب إلى سوريا مع والدي ولكن هناك آلاف اللبنانيين بحاجة الى علاج معين بأقل تكلفة ولكن للأسف لا يستطيعون الذهاب إلى هناك لأسباب أمنية”.

شارك المقال