كورونا يرعب الصين… ولا خوف من انتشاره عالمياً

تالا الحريري

فيروس كورونا الذي شهدنا بداياته في الصين انتهى أولاً هناك، لكنه بعد الاجراءات المشددة والوقاية وتلقي اللقاح، عاد وتفشّى وليس مثل أي تفشٍ آخر بل مخيف ومرعب أكثر، إذ ارتفعت الاصابات مرة واحدة حتى تخطت الـ32 ألفاً ليعود التشدد في الاجراءات مع إلزامية الخضوع لفحص الـPCR كل 48 ساعة قبل الدخول إلى الأماكن العامة. وكانت اتبعت سياسة صفر كوفيد، ومن قواعدها: فرض عمليات إغلاق صارمة حتى لو عثر على عدد قليل من الاصابات بالفيروس، إجراء الاختبارات الجماعية في الأماكن التي تم الابلاغ فيها عن الحالات، عزل الأشخاص المصابين في المنزل، أو وضعهم في الحجر الصحي في المرافق الحكومية، حتى أنّ بعض السلطات المحلية اتخذ اجراءات مبالغ بها، مثل إجبار العمال على النوم داخل المصانع حتى يتمكنوا من العمل أثناء الحجر الصحي. لكن هذه السياسة لم تستمر طويلاً، إذ قابلتها إحتجاجات واسعة من السكان وبدأت تتخذ طابعاً سياسياً.

حالياً تقع المستشفيات في الصين تحت ضغط كبير بسبب إرتفاع الاصابات، وتواجه الصيدليات نقصاً في الأدوية، فيما محارق الجثث تواجه صعوبات في التعامل مع زيادة أعداد الجثامين، وتم ربط ذلك بارتفاع أعداد الاصابات بكورونا خصوصاً بعد رفع تدابير الاغلاق والحجر ووقف الفحوص المكثفة التي كانت مطبقة لـ3 سنوات.

وقال عمال في محرقة: “إن عدد الجثث التي تم تسلمها في الأيام الأخيرة أكبر مرات عدة من السابق، نحن منشغلون جداً، ولم تعد هناك مساحات مبرّدة لتخزين الجثث”.

فيما محرقة أخرى في مدينة غوانتشو الكبرى في جنوب الصين، أكدت أن حصيلة الجثث التي تحرق تتخطى الـ30 يومياً. وقال أحد الموظفين: “إن نسبة الانشغال أعلى بثلاثة أو أربعة أضعاف من السنوات السابقة، نحرق أكثر من 40 جثة في اليوم في حين كان الأمر يقتصر على نحو 12 جثة”.

ويصعب على عمال المحارق معرفة ما إذا كانت الطفرة على صلة بالفيروس، وهذا السبب يعود إلى أن توقف حملة الفحوص المكثّفة زاد من صعوبة عملية تتبّع طفرة الاصابات بكورونا .

وعن احتمال عودة انتشار فيروس كورونا من الصين الى العالم، أشار رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبد الله لـ “لبنان الكبير” إلى أنّ “لا خوف عالمياً عموماً من إنتشار كورونا إلّا إذا حدث أمر استثنائي. الصين اعتمدت سياسة تختلف عن العالم كلّه، فقد استخدمت سياسة قاسية جدّاً في الاقفالات، لذلك العالم تقريباً اكتسب مناعة مجتمعية بين اصابات وتلقيح ولهذا السبب لا ينتشر أكثر في البلدان الأخرى”.

وأكّد أنّ “لا خوف من الانتشار على الأقل بالطريقة السابقة حسب معلوماتي من وزير الصحة وأعضاء لجنة الصحة النيابية”.

شارك المقال