ميلاد لبنان… أبيض؟

حسين زياد منصور

إرتبط عيد الميلاد في ليلة الخامس والعشرين من شهر كانون الأول، بتساقط الثلوج، بحيث يغطي اللون الأبيض كل ما هو خارج “النافذة”، في الوقت الذي تجتمع فيه العائلة والأحبة والأصدقاء حول مائدة الطعام بالقرب من المدفأة، الى جانب الكثير من العادات والتقاليد التي أصبحت مرتبطة بيوم الميلاد، الا أن اللون الأبيض أو الثلج، شكل عنصراً أساسياً في الميلاد.

شاهدنا هذه العلاقة الوطيدة بين الميلاد والثلج في القصص التي تدور أحداثها حول هذا العيد، أو في الأفلام التي لاقت رواجاً خصوصاً خلال هذه الليلة، ولعل الفيلم الأميركي “Home Alone” بكامل أجزائه خير دليل.

وتشير مصادر دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في لبنان لـ”لبنان الكبير” الى أن الطقس خلال يوم الميلاد، قد يحمل بعض الأمطار، ومن المتوقع أن يكون هناك منخفض جوي معتاد مع بعض الأمطار والثلوج على المرتفعات.

بحسب الخبراء ليست هناك صدفة بين الميلاد وتساقط الثلج، بل هو طبيعي وممكن كون الخامس والعشرين من كانون الأول ضمن فصل الشتاء. وليس من الضروري أيضاً أن يتساقط الثلج خلال هذا اليوم، فهناك الكثير من الأعوام التي حل فيها عيد الميلاد من دون ثلوج، وحتى من دون أمطار وعواصف، فتساقط الثلوج يكون في أوجه بين شهري كانون الثاني وشباط، كما أنه غير مرتبط بوقت محدد، بل حسب النظام الجوي. لكن تساقطها أصبح تقليداً وعادة حتى لو لم تتساقط، ولها رمزية خاصة تزين الاحتفالات وتكون دالة خير.

وبحسب الباحثين، فإن للتغير المناخي دوراً في انحسار تساقط الثلوج خلال هذه الفترة، ووفق دراسات لمكتب المملكة المتحدة للأرصاد، فإن أعياد الميلاد في السابق كانت أكثر “بياضاً” وخصوصاً في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وذلك يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة فوق اليابسة والبحر، حتى أن هذه الظاهرة لم تشمل بريطانيا وحسب، بل مختلف دول العالم، حتى المناطق التي عرفت ببرودتها وتساقط الثلوج فيها، مثل الدول الاسكندنافية وجبال الألب.

وأشار الباحثون الى “انخفاض كبير في عمق الثلج” في غضون عشرات السنوات المقبلة، خصوصاً وأن العالم أصبح أكثر دفئًا الى جانب تزايد خطر الفيضانات، ففي بعض الدول كألمانيا” وإيطاليا أدت حرارة فصل الصيف المرتفعة إلى تقليل احتمالات تساقط الثلوج.

في النهاية، يمكن وصف عيد الميلاد بـ “الأبيض” في حال رصدت “قطعة ثلجٍ واحدة” في أي مكان تسقط فيه خلال يوم الميلاد، وإن لم تغطي الأرض كلها. ومن يريد تمضية الميلاد في مكان يلبس الأبيض بصورة مؤكدة، فلا داعي للقلق، اذ أن هناك دولاً تعانق الثلوج خلال هذا التوقيت من العام لعل أبرزها روسيا وكندا وايسلندا.

شارك المقال