تحسن جزئي في تسليم الأدوية وحليب الأطفال للصيدليات

تالا الحريري

استمر انقطاع الأدوية وحليب الأطفال من الصيدليات لفترة طويلة نسبياً بسبب التوقف شبه الكامل عن تسليمها من الشركات المستوردة نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار المتواصل. وناشد نقيب الصيادلة جو سلوم السياسيين والمعنيين إنقاذ المرضى والقطاع الصحي تفادياً للانهيار الحتمي والتوقف القسري لقطاع الدواء، الى أن قرر وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض إصدار مؤشر أسعار الأدوية أسبوعياً من أجل تأمين استمرارية تزويد السوق بالدواء، وتجنباً لتعثر المؤسسات الصيدلانية وعجزها عن متابعة تلبية حاجات المرضى.

لدى الدخول إلى الصيدليات، أول ما يمكن ملاحظته خلو رفوف حليب الأطفال منه، فأكثره استهلاكاً مقطوع أو بالأحرى مخبأ بإنتظار زيادة سعره، ولكن قد يتواجد فجأة في حال شرائه على سعر السوق السوداء. يعاني الأهل اليوم من صعوبة في إيجاد نوع الـaptamil 1 وaptamil 2 وnido للأطفال، وقد يحالف أحدهم الحظ إذا كان الصيدلي في مزاج جيد فيعطيه علبة من تلك المخبأة في مستودعه، أو أنه سيسعى الى شرائها من تجار السوق السوداء حتى لا يبقى طفله من دون طعام.

كشف والدان لـ “لبنان الكبير” عن تجربتهما منذ ولادة طفلهما، فمنذ اليوم الأول كانا يحاولان تأمين كمية كافية من عبوات الـaptamil 1 قدر الامكان ليس طمعاً، بل لتوقعهما السيناريو الذي اعتاد عليه الجميع وهو الإنقطاع المفاجئ للحليب وإختفائه من الصيدليات بين ليلة وضحاها. ووصلا الى هذا الأمر بعد أشهر، اذ عانى طفلهما من إنقطاع تام في الـaptamil 2 ولكن اتضح لهما أنّ الحليب موجود، الا أن الصيدلي رفض اعطاء الأب علبة منه، فأرسلا بعد ذلك شخصاً من العائلة للسؤال عنه وفوجئا بأنّه استطاع الحصول على علبة من حليب الـ aptamil2. هذه القصة مرّت عليها قرابة السنة، واليوم يبلغ عمر الطفل سنة وبضعة أشهر ولا يزال يشرب الحليب نفسه، من دون أن يتغير شيء، فلا يزال الحليب غير متوافر إلى أن قررا استبداله بحليب nido غير المناسب للأطفال الرضع، وسرعان ما نُقل الطفل إلى المستشفى جراء التهاب في الأمعاء لأن الحليب لم يكن يناسب عمره وجسمه.

ننتقل إلى الدواء ونرى تشابهاً في القصص بحيث أنّ الكثير من الأدوية مقطوعة وقد يتوافر بديل عنها، ولكن هل البديل هو الحل دائماً؟ فعند إنقطاع دواء للضغط مثلاً يتجه البعض إلى البديل فوراً فيعاني بعدها من مضاعفات. وبعض الأدوية في الأساس لا بديل له أو بديله غير متوافر في لبنان ويبقى المريض بلا دواء.

وأشار نقيب الصيادلة في حديث لـ “لبنان الكبير” إلى أنّ “هناك تحسناً جزئياً في تسليم الأدوية وحليب الأطفال، لكن لا ننسى أنّنا في نهاية العام ومعظم الشركات يقوم بالجردة ويكون مقفلاً، وبالتالي صدر المؤشر فيما هناك إقفال شبه كامل للشركات، من هنا لم يكن التسليم بالقدر المرجو”.

وأمل سلوم “أن تسلم الشركات أكثر بعد أن تفتح أبوابها في بداية العام المقبل إلى جانب حل المشكلة بين شركات الداخل والخارج حتى يعود لبنان على أولوية الشركات العالمية. وكذلك موضوع توفير الأموال للدعم الجزئي حتى تتمكن الشركات من تسلم الدواء”، معتبراً أنّ هناك “أسباباً متراكمة لعدم تسليم الأدوية والحليب، لكن أبرزها في الفترة الأخيرة ارتفاع سعر صرف الدولار”.

وأكد أنّ “موضوع مؤشر الأسعار مرتبط أكثر بالمستورد والمصنّع ويريحهما أكثر من ناحية تسليم الدواء أو استيراده وبالتأكيد ينعكس على الصيدليات في تسلّم الدواء. الأدوية المدعومة كلياً وهي أدوية السرطان وتلك المدعومة جزئياً والأدوية المحلية جميعها ضمن مؤشر الأسعار، لكن المدعوم يبقى على الـ 1500 يعني لا يتأثر”.

وبالنسبة إلى الصيادلة الذين يخبئون حليب الأطفال لديهم ويمنعون تسليمه، قال سلوم: “كنقابة صيادلة نقوم بدورنا في تفتيش الصيدليات والمستوصفات لكن الصيادلة لا يخبئون شيئاً فهذا ليس من مصلحتهم ولا دورهم الانساني يسمح بذلك. لكن اذا حصلت تجاوزات في بعض الأمكنة فنحن نلاحقها، الا أن الصيادلة يقومون بتسليم أي دواء أو حليب موجود لديهم”.

وأوضح نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة أنّ “هناك بعض الشركات قد اتخذ قراراً منفرداً بعدم تسليم الأدوية للصيدليات بينما بقيت شركات أخرى تسلمها، ولكن لم يكن هناك قرار من مستوردي الأدوية بعدم تسليمها مع حليب الأطفال للصيدليات”، لافتاً إلى أنّ “الوضع عاد إلى طبيعته ولن يكون هناك انقطاع للأدوية غير المدعومة بعد قرار وزير الصحة باصدار مؤشر أسعار الأدوية أسبوعياً، أمّا الأدوية المدعومة فأموالها متوافرة من مصرف لبنان”.

شارك المقال