بين المخاطر والمضاعفات… التكميم ليس نزهة!

حسين زياد منصور

بعد وفاة وديع جورج وسوف، إثر تداعيات عملية تكميم المعدة، التي خضع لها منذ أكثر من أسبوع، وتسببت بنزيف داخلي أدى الى تدهور حالته الصحية، وأودت بحياته الجمعة، طرحت أسئلة كثيرة عن مخاطر هذه العملية ومضاعفاتها، والتي يسعى الكثيرون ممن يعانون من السمنة، وخصوصاً المفرطة منها الى اجرائها لإنقاص وزنهم، والحصول على مبتغاهم في أسرع وقت وبنتائج مضمونة.

تكميم المعدة أو قص المعدة هي عملية جراحية تهدف إلى فقدان الوزن، من خلال إزالة 80% من الحجم الأساس للمعدة، وبالتالي تقليل الكميات التي يمكن أن يستهلكها الفرد من طعام، ومن المفترض أن تكون جراحة بسيطة،

ويلجأ اليها عادة من يريدون إنقاص وزنهم، بعدما فشلوا في ذلك من خلال الطرق التقليدية. وهي ليست عملية تجميل كما يعتقد البعض، بل عملية علاجية للسمنة المرضية، ومنهم من يقوم بها الى جانب الأسباب الجمالية بسبب الارهاق الناتج من استمرار تجربة حميات غذائية لا تصلح معظمها في نظرهم، للتخلص من الأمراض أو تجنبها.

خلال العملية

يشرح أحد الأطباء أن عملية تكميم المعدة، لها نتائج إيجابية في فقدان الوزن، ولكنها ليست “لعبة” وتنتج عنها مضاعفات كثيرة جسدية ونفسية، وهي تحتاج إلى الكثير من التجهيزات قبل اجرائها وبعده مثل الالتزام بتعليمات بعضها قد يستمر لفترة طويلة بعد العملية، وتأثيرها خلال مرحلة التعافي قد يستغرق أسابيع.

ويشير الى أن هذه العملية تشكل خطورة أكثر على من يعانون من مشكلات في القلب أو مشكلات صحية مزمنة، ومضاعفاتها تكون مثل أي جراحة، مثل الجلطات والنزيف والالتهابات.

وعن تجنب المضاعفات، يقول: “من الممكن علمياً تجنب هذه المخاطر والمشكلات، من خلال إيجاد طبيب مختص، وله خبرة، في مستشفى معروف، والأهم أن يكون المريض مدركاً وواعيا لكل خطوة يقدم عليها. وعلى الرغم من المخاطر في هذه العملية الا أنها تكون آمنة في حال إجرائها بالصورة الصحيحة، وذلك عبر خطوات عدة، من تحضير المريض والتخفيف من وزنه قليلاً وتدريجياً قبل موعد العملية عن طريق برنامج غذائي ورياضي بصورة متواصلة”.

ويوضح أن “من الخطوات التي يجب اتخاذها قبل الاقدام على العملية: حساب كتلة الجسم من خلال الوزن والطول، معرفة نسبة الدهون في الجسم، والأمراض التي يعاني منها المريض مثل الضغط والدهنيات والسكري وصعوبة الإنجاب. والسن المسموح به لإجراء عمليات التكميم لدى البالغين تكون بين 16 و65 سنة، اما بالنسبة الى الأطفال فبين 11 و15 سنة”.

بعد العملية

ويشدد الطبيب على وجوب أن يكون المريض بعد اجراء العملية، في متابعة مستمرة مع طبيبه واختصاصية تغذية للحصول على الفيتامينات اللازمة، وسيشهد تغيراً في نمط حياته وفي النظام الغذائي الخاص به، للحفاظ على الوزن الذي حصل عليه، الى جانب المحافظة على الرياضة، لافتاً الى أن عدداً من المرضى يعودون الى وزنهم السابق بسبب عوامل عدة أبرزها عدم اتباع النصائح والالتزام بها.

شارك المقال