الديدان حل للنفايات العضوية

تالا الحريري

تتكاثر النفايات في لبنان أكثر فأكثر مع مرور الوقت وذلك يعود لأسباب عديدة منها إضراب شركات رفع النفايات لأيام ومنها بسبب عدم قدرة المعامل على إستيعاب الكم الهائل للنفايات من مناطق عدّة هذا إلى جانب غياب فرز النفايات ورميها عشوائياً.

حمزة عيد من بلدة جون استحدث منذ عدّة أشهر طريقة للتخلص من النفايات العضوية من خلال استخدام الديدان فـ”بعد أن ارتفع عدد البيوت المتجاوبة مع عملية الفرز بعد مرور أقلّ من شهرين إلى 311 بيتاً، توسّع طموحنا وبدأنا نفكّر بطريقة للتخلّص من النفايات العضوية أيضاً” حسب قوله.

وكان عيد يبحث عن آلية للتخلص من النفايات من دون أي تلوث أو أضرار للبيئة فكانت الطريقة عبر الديدان وتمكن عيد من تأمين حاجات هذا المشروع من الصين بمساعدة من منظمات غير حكومية شجعت على الموضوع فيما لم تقدّم الجهات الرسمية أي تمويل أو دعم

وقد تم تأمين بعض المعدات ودفع رواتب العمال إذ تم شراء أوقية من الديدان من فرنسا مقابل 90 دولاراً، والأوقية الواحدة هي عبارة عن 4 آلاف شرنقة. واستورد من الصين بعض اللوازم لتأمين البيئة الصالحة لنمو وتكاثر الديدان من حرارة وضوء ورطوبة.

وفي هذا السياق أشار حمزة عيد ل”لبنان الكبير” إلى أنّ “الفكرة انطلقت من المشاكل التي نواجهها في هذا البلد، حاولت أن أهاجر لكنني لم أنجح بسبب أزمة جوازات السفر. فقررنا العمل وتجميع البلاستيك من البيوت في منطقة جون وكبسها وبيعها. لكننا لاحظنا أنّنا نجمع النفايات الصلبة من البيوت فقمنا بالابحاث عن كيفية الاستفادة من النفايات العضوية والتخلص منها كذلك من دون اعتماد طرق الطم والتخمير وتحويلها لأسمدة، فاكتشفنا فكرة الديدان التي تستخدم في الاصل في حوالي ٧ بلدان في العالم وبدأت مؤخراً في أفريقيا.

تحليل النفايات العضوية بالديدان معتمدة في بعض دول أوروبا من حوالي ٦ سنوات للتخلص من جزء من النفايات العضوية”.

وتابع: “نحن نحضر النفايات العضوية المفروزة من البيوت نطحنها عبر فرامة ونضعها في مستوعبات خاصة ونضع عليها الديدان. كل 5 كيلو أكل نضع عليه كيلو دود وخلال 18 ساعة تتحلل النفايات العضوية ويخرج 15-20%؜ من هذه الكمية سماد عضوي”.

وأوضح عيد أنّ “هناك ٤ أنواع من الديدان وكل نوع له مميزات. الديدان يشبهون ديدان الأرض تقريباً، هناك نوع زاحف الأرض وميل وورم وريد ويغلر وغيره. هم عبارة عن فلتر يأخذون العفونة من بقايا الأكل وتتحلل هذه البقايا في معدتهم ويستخرج السماد، ننشفه ونضعه للزرع. والديدان تحتاج حرارة ورطوبة معينة وجو معين. النجاح مرهون بقدرتنا على المتابعة والصمود والاستمرار، وأرى أنّنا قادرين على الاستمرار لأنّ هناك جهات غير حكومية دعمتنا، والآن نسعى لتأمين دعم في موضوع الديدان حتى نستطيع استيعاب الكميات الكبيرة”.

وأكّد “على امكانية استخدام الديدان على المدى البعيد لأنّها مرحلة متكاملة يمكن الاستفادة منها بمرحلة معينة في تحليل النفايات العضوية وبمرحلة أخرى يؤخد الcompost ويستفيد منه المزارع، وبذلك بتنا نستفيد منه بيئياً وزراعياً. وفي مرحلة ثالثة يصل كمية من الديدان لا يمكن استيعابها بحيث يحتاجون كمية أكبر من الأكل (النفايات) فيتم التخلص من الديدان بطريقة يتم استعمالهم كعلف للدواجن”.

المشروع ما زال في يقتصر على منطقة جون حسب عيد “لكن بدأنا نأخذ نفايات صلبة من بلدات بجانبنا. ونحاول التوسع أكثر من خلال التواصل مع بلديات عدة”.

وبالنسبة لدعم وزارتي البيئة والزراعة لهذا المشروع قال: “نحن نعرف وضع البلد فوزارة البيئة ليس لديها امكانيات. تواصلنا مع وزير البيئة لكن لا يمكن تقديم الدعم بسبب الامكانية المادية في الوزارات خصوصاً أنّنا نلاحظ أنّ وزارة البيئة مهمشة في بعض الأحيان بخلاف الوزارت الأخرى. وبخصوص وزارة الزراعة لم نتواصل معها بعد بانتظار أن نبدأ بشكل رسمي ولتنتهي المعاملات، من ثم سنتواصل معها ونرى امكانياتنا في مساعدة المزارعين وتوعيتهم في الابتعاد عن الكيماوي واستخدام السماد العضوي”.

شارك المقال