الطاقة الشمسية… ضرورة أم بديل معتمد؟

تالا الحريري

إكتسحت ألواح الطاقة الشمسية أسطح غالبية البنايات في الكثير من مناطق لبنان، وبعدما كان الكثيرون يتذمرون من سعرها المرتفع ومخاطرها ومن وجود أشخاص غير خبراء يعملون في تركيبها، يبدو أنّ الواقع عكس ذلك. فقد اتجه قسم كبير من اللبنانيين إلى تركيب ألواح وبطاريات للطاقة الشمسية تزامناً مع غياب الكهرباء التي قد تأتي ساعة واحدة في اليوم أو لا تأتي بتاتاً، وفي ظل غلاء تعرفة اشتراك المولدات. كما أنّه لا يمكن للمواطن أن يمضي ليله من دون بصيص نور أو شحن هاتفه وحتى تشغيل البراد أو الغسالة بالدرجة الأولى، فهل أصبحت الطاقة الشمسية اليوم بديلاً من الكهرباء أو المولدات؟

الطاقة الشمسية عامل متغير 

أحد المتخصصين في هندسة الطاقة الشمسية رفض ذكر إسمه أوضح لـ “لبنان الكبير” أنّ “الطاقة الشمسية لا يمكن أن تكون بديلاً من الكهرباء، فطاقة المحروقات غير طاقة الشمس. طاقة الشمس هي عامل متغير خلافاً لعامل المحروقات الذي هو عامل ثابت، فهناك عوامل عدّة تؤثر على فاعلية الطاقة الشمسية مثل ظهور الغيوم أو الهواء، تغير الفصول، دورة الكرة الأرضية، ارتفاع الشمس”. 

وقال: “هندسياً وحسب الدراسات هناك حوالي 40 يوماً في السنة هي الأصعب، وفيها لا يمكن الاستغناء عن الاشتراك بحيث تغيب الشمس وتكون الطاقة ضعيفة. إذا كان الـsystem كبيراً فيمكن أن يعمل ويفي بالغرض أمّا إذا كان كنموذجية البيوت فلا تكفي الطاقة الشمسية ولا يمكن الاستغناء عن الاشتراك في فصل الشتاء”.

أضاف: “حتى لو كنا في فصل الصيف وكانت هناك غيوم سود فالطاقة لا تعمل بصورة صحيحة أي يمكنها أن تشحن كحد أقصى 20 – 25% فقط. وبالتالي دورها هنا يكون للأمور التشغيلية فقط كإستخدامها للإنارة والتلفزيون”.

وشدد على أهمية “حسن ادارة الطاقة لناحية شحنها وتفريغها بصورة صحيحة، مع حسن اختيار النوعية والجودة واتخاذ الاجراءات السليمة، وأن لا يستهين الشخص بنوعية الطاقة الشمسية ويذهب إلى أصحاب الاختصاص ولا يركض وراء الاعلانات الوهمية”.

آراء متفاوتة

اعتبر المواطن صبحي عبدو أنّ “الطاقة الشمسية غير كافية لتكون بديلاً من الكهرباء أو الاشتراك إلّا إذا قرر أحدهم أن يعيش حسب البطارية التي يضعها. الطاقة الشمسية مساعد فقط وليست بديلاً، أي اذا كان الاشتراك يقطع 6 ساعات في النهار، في هذا الوقت من الممكن أن نستخدم الطاقة الشمسية ونخفف من فاتورة الاشتراك اذا كان على العداد”.

وأوضح أنه “اذا كانت الشمس ظاهرة فيمكننا تشغيل البراد والسخان ولكن عندما تخف يصبح استنادنا الى البطاريات المخزنة”، مشيراً إلى أنّه لا يزال يعتمد على الاشتراك، واستخدامه للطاقة في الشتاء قلّ كثيراً عن الصيف.

أمّا بالنسبة الى استخدام المروحة التي تسهل شحن الطاقة الشمسية، فقال عبدو: “لدى استفساري عن الموضوع، علمت أن استعمالها لا يزال قليلاً في لبنان والتجارب عليها قليلة كذلك. كما أنّها باهظة الثمن، وأعتقد أنّها فاعلة أكثر في المناطق الجبلية”.

وأكدت إحدى المواطنات أنّها ممتنة لاعتمادها على الطاقة الشمسية، “فلدينا 6 ألواح و4 بطاريات يعني حوالي 12 أمبير، في فصل الصيف نستفيد من الطاقة بنسبة كبيرة جدّاً وبالطبع في فصل الشتاء تخف خدمتها. فإذا كان الطقس غائماً تعطي الطاقة حوالي 3 أمبير في النهار، وإذا كانت تمطر لكن الشمس ظاهرة فتصل إلى 6 -7 أمبير”.

وقالت: “أعتبرها بديلاً من الكهرباء وأفضل بكثير ولم أعد أكترث لمجيء كهرباء الدولة، يعني ساعة واحدة لن تشكل فارقاً لدينا. كما أنّنا تخلينا عن الاشتراك بالكامل ولكن بالطبع ندير استخدامنا للطاقة الشمسية”.

شارك المقال