لا هزة تهز قلب العاشق المرتاح

نور فياض
نور فياض

عادة، يترقب اللبناني حالة الدولار في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها، ولكن هذه العادة تغيّرت، وتصدّر الزلزال حديث كل لبناني وبات يترقّب حالة الأرض خوفاً من حصوله، وأصبح كل همه أن يقرأ تحليلات الخبراء ليطمئن نفسه.

تناسى اللبناني مؤقتاً الأزمة الاقتصادية وأصبحت كلمتا زلزال وهزة حديث البلد الذي سيطر عليه لون الهمّ والرعب موشحاً بلون عيد الحب الفاقد هدايا عشاقه، والحاضر برومانسيته.

يؤكد أحد أصحاب المحال في مدينة صور أن “لا حب هذه السنة، الواجهات ممتلئة بالدببة وكل ما يختص بهذا العيد منذ ١٥ الشهر الماضي، وقبل ٤ أيام من المناسبة لا يزال اللون الأحمر ثابتاً للفرجة وليس للشراء.”

ويشير الى أن “لا اقبال على الهدايا، فنحن ننتظر بيع الدببة لتجار الجملة، اذ أن أقل هدية قيمتها ١٥دولاراً ولا قدرة للفقير على شرائها ليس خوفاً من الهزات انما لأنها تساوي نصف معاش، فكيف سيكمل شهره؟”، لافتاً الى أن “ارتفاع الجمرك أدى الى أن تخف حركة البيع وبالتالي أصبحت أسوأ من كل السنوات الماضية”.

في المقابل، لم تمر الأزمة على العاشق المرتاح مادياً – على الرغم من قلة هذه الفئة – الذي قرر شراء الذهب لحبيبته أو هاتفاً حديثاً وتوابعه من اكسسوارات وغيرها… اضافة الى الورد و”الدبدوب” الأحمر الذي لا غنى عنه وطبعاً قالب الحلوى.

وفي حالة ثانية، ادّخر أحمد (من الطبقة المتوسطة) المال ليشتري به بطاقة لحفلة غنائية كي يستمتع بعيد الحب مع زوجته، وقال: “لو أردت شراء دبدوب مع باقة من الورد وسلسالاً ذهبياً سيكلفني ذلك ثروة، لذا كان الأوفر لي أن أحجز لحفلة.”

وعن الخوف من الاحتفال بسبب الهزة، اعتبر أنها “لو بدها تصير كانت صارت، هزة ومرقت، نمضي وقتنا احتفالاً أفضل من الجلوس في إنتظار الهزة التي لا تاريخ لها.”

اذاً، لا “دباديب” ولا باقات ورد وشموع حمراً للعاشق الفقير لأن سعرها أصبح يناهز راتب موظف، ولا هزة تهز راحة العاشق المرتاح في الاحتفال.

الحب مات في لبنان، بعد أن نسي العاشق الفقير أنه بحاجة الى أن يفرح وانشغل بالتفتيش عن لقمة عيشه، لتكون هدية عيد الحب هذه السنة قبلة وغمرة.

شارك المقال