رعي الماشية… مهنة “مش ماشية”

جنى غلاييني

رعاة الماشية “مش ماشية معهن”، ومهنتهم مهددة بالانقراض بسبب عدم تمكنهم من الاستمرار في ظل الأوضاع الراهنة، وعلى غرار انهيار كل القطاعات في لبنان بالتأكيد سيحذو قطاع تربية الماشية ورعيها حذوها ويندثر شيئاً فشيئاً.

يحاول الراعي جمال ق. البالغ من العمر 64 عاماً من بعورتا، الحفاظ على قطيعه وعلى مهنته التي على حد قوله إنها على حافة السقوط، ويروي لموقع “لبنان الكبير” حال رعاة الماشية في ظل هذه الظروف الصعبة: “40 سنة أمضيتها في رعي الماشية التي تعد مهنة قديمة موجودة في المناطق الريفية بكثرة وأيضاً تعتاش منها نسبة كبيرة من سكان الأرياف، أمّا اليوم فالأزمة المالية تطال كل شيء حتى وصل الدور الينا وبتنا مهددين بالانهيار بسبب تراجع إنتاج الماشية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها، إضافة الى معاناتنا اليومية مع الارتفاع الجنوني للدولار، فكما هو معلوم القطعان لديها تكاليف معينة كتأمين العلف في الشتاء الى جانب كلفة مكافحة الأمراض الموسمية التي يمكن أن تصيب المواشي كما واعتماد الأسواق على استيراد اللحوم من الخارج بدلاً من شرائها محلياً”.

أما الراعي نبيل ك. البالغ من العمر 57 عاماً من عكار فيقول: “كانت أيام الـ 1500 ليرة فيها بركة وكان قطيعي يتألف من 500 رأس من الماعز وأكثر من 240 رأس من الغنم، واليوم مع الأسف لا يمكنني رعي هذا العدد كالسابق فانخفض كثيراً حتى أصبح مجموعه كاملاً لا يتخطى الـ 120 رأساً، فالبيع ليس كما كان عليه سابقاً وكذلك الربح، وأصبحت الماشية تحتاج الى تكاليف باهظة لا يمكن تأمينها بعد الآن”.

ويتمنى عدم خسارة هذه المهنة في المستقبل القريب “لأنها المهنة الوحيدة التي تعلمتها وأحببتها منذ صغري على الرغم من أنها خطرة ومتعبة كثيراً”.

ويشير الراعي الشاب عباس هـ. البالغ من العمر 27 سنة من البقاع الغربي، الى أنه تعلم مهنة رعي الماشية من والده ولم يعمل إلاّ فيها، “ولكن فعلاً انها مهنة متعبة جداً وأصبحت ذات مردود قليل في ظل انهيار الليرة اللبنانية وعدم تمكني من الاهتمام بالقطعان بصورة سليمة، لذا أحاول البحث عن مهنة أخرى أقل جهداً وأكثر ربحاً”.

شارك المقال