سعد “مجرّد” من ذكوريّته خلف القضبان

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي العربي والدولي بخبر سجن الفنان المغربي سعد لمجرّد بتهمة الاغتصاب، بعد أن صدر الحكم بحقّه من المحكمة الفرنسية بالسّجن لمدّة ٦ سنوات.

فبعد سنين من المد والجزر في قضية لمجرّد، نُطق الحكم وأعُلنَ مغتصِباً، ما أشعل الاعلام وقسم الناس الى قسمين: قسم يُبرّر للمجرّد فعلته، والثّاني يهنّئ بالحكم.

بالعودة الى تفاصيل الحادثة، فقد حصلت عام ٢٠١٦ في باريس، اذ تقدّمت شابة فرنسية بشكوى ضدّ الفنّان المغربي زاعمةً أنّه قام باغتصابها في الفندق تحت تأثير الكحول والمخدرات. ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها في سجلّ لمجرّد، فهو ممنوع أيضاً من الدخول الى الولايات المتحدة بالتّهمة نفسها، كما وُجّهت اليه تهمة اغتصاب فتاة أخرى في الدار البيضاء.

اقتنع القضاء الفرنسي بالتّهمة المنسوبة الى لمجرّد، ولم يقتنع العرب بذلك، معتبرين أنّها مؤامرة كما عبرّوا عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، وإن صحّ الأمر، فالحقّ على الفتاة لأنها قبلت بالصعود معه الى غرفته في الفندق، وكان عليها أنّ تتهيأ لكل الاحتمالات، فالسّيناريو واضح.

تفكيرٌ رجعيٌّ ذكورّيٌ لا يزال يسيطر على شريحة كبيرة من المجتمع العربي، لا تفهم أنّه حتّى لو كان قرارها الصّعود معه، فهذا لا يعطيه الحق في ممارسة أيّ فعل من دون موافقتها، فكلمة لا تعني لا.

يلومون الفتاة فهي كانت تعلم أنّه مخمور وتحت تأثير المخدّرات، ولا يلومون الجلّاد الّذي أوصل نفسه الى هذه المرحلة.

الفتاة تبعت لمجّرد الى الفندق، كما قالت، للرقص والكلام والضحك ولكنّه تحوّل فجأة وبدأ بضربها والاعتداء عليها جنسياً.

كلام الفنان المغربي في كلّ شهادة له أمام المحكمة كان يتغيّر، مما أقنع المحكمة بأنّه لا يقول الحقيقة، على الرغم من نفيه الاعتداء عليها.

يصعب على محبّي فنّان مشهور التصديق أنّ فنّانهم المفّضل الذي يبرز دائماً بأجمل أداء وينشر السعادة من خلال أغانيه، يمكن أن يُخطئ.

إن أخطأ عن غير قصد فهو لا يزال معتدياً، وإن أخطأ لأنه ضحية المخدّرات، فهو لا يزال معتدياً.

يقوم لمجرّد اليوم باستئناف الحكم، ولديه عشرة أيام للاستئناف.

الى جانبه زوجته، الّتي لا نعلم فعلاً ماذا تشعر، تسانده وهي مقتنعة ببراءته، ولكن لا بد من أن إحساس الأنثى المظلومة قد حرّك في داخلها بعض الشكّ.

رّبما هذه لن تكون نهاية لمجرّد، ولكنّها مجرّد مرحلة عقاب علّه يعود بعدها الى رشده. فسيُجرّد الأمير في هذه السّنوات من ذكوريتّه الّتي لم يحسن توظيفها، لعلّه يعيد بناءها بصورة أفضل.

شارك المقال