قلق طبي من الاقبال الجنوني على دواء للسكري بهدف التنحيف

تالا الحريري

في الآونة الأخيرة وصل عدد مشاهدات الكلمة المفتاح “أوزمبيك” Ozempic على تطبيق “تيك توك” إلى أكثر من 500 مليون، وهذا الاقبال الجنوني على هذا الدواء لمرض السكري عائد إلى أنه يؤدي إلى التنحيف أو فقدان الوزن، ما تسبّبَ بفقدانه من الأسواق وأثار قلق الأطباء. يوصف هذا المنتج القابل للحقن بهدف معالجة مرض السكري من النوع الثاني غير الخاضع للسيطرة الكافية لدى البالغين، وفقاً لشركة “نوفو نورديسك” الدنماركية التي تتولى تسويقه في فرنسا منذ العام 2019. كذلك يبطئ إفراغ المعدة، ويحدّ من الشهية، مما يؤدي إلى فقدان كبير للوزن بلغ نحو 10% في سنة واحدة. ومكّن ذلك الشركة المصنعة من الحصول على ترخيص بتسويق semaglutide في دول عدة من بينها الولايات المتحدة، بجرعة أقوى وتحت اسم آخر هو (Wegovy) بغرض علاج السمنة.

حسب أخصائية الغدد الصماء والسكري الدكتورة بتول جعفر، فان Ozempic (semaglutide) موجود في السوق منذ العام 2017 وهو دواء أسبوعي يُصرف بوصفة طبية، ينتمي إلى فئة الغلوكاغون مثل GLP-1 peptide agonist drugs وهو هرمون معوي ينظم الشهية والأنسولين والوزن.

وأوضحت لـ”لبنان الكبير” أنّ “Ozempic يستخدم مع النظام الغذائي وممارسة الرياضة لتحسين نسبة السكر في الدم لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع 2. ويستخدم لتقليل مخاطر الأحداث القلبية الوعائية الرئيسة مثل النوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو الوفاة لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع 2 والمصابين بأمراض القلب المعروفة. ويجب استخدامه لمرض السكري من النوع الثاني فقط، ومن غير المسموح به لمرضى السكري من النوع الأول أو سكري الحمل”.

وأشارت د. بتول إلى أنّOzempic غير حاصل على موافقة الـFDA في موضوع التنحيف، وهناك دواء آخر اسمه Wegovy مصدق من الـFDA للتنحيف وأجريت الدراسات عليه للناس التي تريد أن تنحف والتي لا تعاني من مرض السكري، مع أنّ الدواءين من فئة semaglutide. Ozempic للناس التي تعاني من السكري وليس من البدانة، معتبرة أن “هناك إساءة في صرف هذا الدواء في لبنان، ومرضى السكري يحرمون من دواء قادر على حمايتهم من جلطات في القلب والرأس فقط من أجل أن ينحف شخص آخر 2 – 3 كيلو”.

وقالت: “المشكلة في لبنان أن ليس هناك دواء Wegovy. أمّا بالنسبة الى العوارض فكلا الدواءين لديهما العوارض نفسها: تقيؤ، غثيان إسهال. وبالنسبة الى من لا يجب أن يستعمل دواء الـ Ozempic فهو من يعاني أو من لديه في العائلة شخص مريض بسرطان الغدة الدرقية (النوع النخاعي) ، وفي حال كانت المرأة حاملاً أو مرضعة أو تريد أن تحمل، فيجب أن توقفه قبل شهرين. إضافة الى أنه في حال كانت هناك حساسية مفرطة على الدواء، واذا كان الشخص يعاني من مشكلات في البنكرياس من قبل أو لديه سكري أو اعتلال في الشبكية فهذا الدواء يقوم بخفض السكري بصورة قوية وعندما يهبط تسوء الشبكة وهذا ما يسمى باضطراب الشبكة”.

وأسفت د. بتول لأن “الأمور في لبنان خارجة عن السيطرة، ونحن كمهنيين صحيين قلقون، إنه تهديد حقيقي لسلامة المريض لأن الناس يأخذون دواء Ozempic من دون وصفة طبية من أخصائي طبي مؤهل، ومما يثير القلق أكثر إذا استخدمت هذه العقاقير لأغراض لا يُقصد استخدامها. عدم الخضوع للإرشاد الطبي، يعرّض المريض لمضاعفات أو تفاعلات مع أدوية معينة، هناك أيضاً إرشادات صارمة للجرعة لأن القوة تحتاج إلى زيادة تدريجية، وإذا كان المريض لا يفقد وزنه فمن المهم التحقيق في المشكلات الهرمونية الأخرى التي يمكن أن تحدث، مثل مشكلات الغدة الدرقية أو متلازمة تكيس المبايض أو الكورتيزول الزائد. علاوة على ذلك، هناك نقص وطني وعالمي فيOzempic ، لدرجة أن العديد من مرضى السكري من النوع 2 يكافحون لتأمينه، مع العلم أن هذا الدواء يقلل من معدل وفيات القلب والأوعية الدموية، وهو حتى الآن أحد أقوى الأدوية المضادة لمرض السكري”.

شارك المقال