السياحة اللبنانية إلى تركيا… تراجع موسمي أم أثر الزلزال؟

تالا الحريري

لا يزال أثر الزلزال، الذي ضرب تركيا وتأثّرت به سوريا في الدرجة الأولى، حاضراً حتى الآن. فالخوف من زلزال آخر موجود باستمرار خصوصاً مع توالي الهزات الارتدادية بوتيرة يومية. وعلى الرغم من أنّ تركيا حققت في السنوات الأخيرة ايرادات عالية جدّاً نتيجة السياحة الناشطة في كل الفصول، وهي التي صنّفت في الأساس منطقة سياحية بإمتياز وكانت المقصد الأول للبنانيين كونها لا تحتاج إلى تأشيرة دخول “فيزا”، الا أنها لم تعد كذلك اليوم.

كان لهذا الزلزال تأثير كبير على الشعب التركي أولاً، وعلى السياحة ثانياً، وتجسّد ذلك في سعر تذكرة السفر إلى اسطنبول الذي انخفض إلى 100 دولار بعدما كان يصل الى 500 دولار كحد أدنى في الأيام العادية. وعلى الرغم من أنّ الزلزال وقع جنوب تركيا إلا أنّ أثر الهزات التي طالت سوريا ولبنان أثار الخوف من زيارة البلد كله، حتى الجانب الأوروبي منه أي مدينة اسطنبول وغيرها من المناطق الموجودة في هذه الناحية التي لم تتضرر ولم تصل إليها آثار الزلزال حتى.

في هذا السياق، أوضح نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود لـ”لبنان الكبير” أنّ “هذا الشهر في الأساس dead season في عالم الطيران أي شهر ميت في الرحلات، لذلك لا يمكن أن نحكم بطريقة صحيحة. بالطبع تراجع عدد المسافرين جراء الزلزال لأنّ الناس تأثرت نفسياً، لكن هذا التراجع كان بنسبة ضئيلة جداً”.

وأشار الى أن “تركيا هي المتنفس الوحيد للبنانيين، كما أنّ اسطنبول والمناطق الموجودة على ساحل تركيا كبودروم ومرمريس لم تتأثر، لذلك أعتقد أنّ الطيران سيعود إلى طبيعته بعد شهر من الآن”.

وعن انخفاض أسعار تذاكر السفر، لفت الى أنّ “كل شركات الطيران تقدم العروض من 15 كانون الثاني حتى منتصف شهر آذار لأنّ العرض في هذه الفترة يصبح أكثر من الطلب، يعني اذا كانت هناك 3 طائرات الى اسطنبول ممتلئة في أيام الصيف، الآن هناك تراجع، لهذا السبب هناك عدد كراسي ولكن لا طلب على السفر”.

وعن هذا الموضوع من الناحية النفسية، أكدت المعالجة النفسية حنان نصر لـ”لبنان الكبير” أنّ “الناس في هذه الحالة قد تصل إلى مرحلة أعراض التجنب، أي الابتعاد عن الأماكن التي وقع فيها الحادث. كما تتولد مشاعر الخوف والقلق ومن الممكن استرجاع المشهد نتيجة التفكير المستمر في ما حدث”.

شارك المقال