الموسيقى في سجون لبنان… أملٌ يولد

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

أطلقت مبادرة “منزل لكل حدث، متلي متلك” بالتعاون مع جمعية الاتحاد لحماية الأحداث UPEL مشروعها الجديد تحت عنوان “فرصة ثانية” والمدعوم من السفارة الأسترالية، ويهدف الى إدخال الموسيقى الى سجون لبنان وتحديداً الأحداث كجزء من برامج اعادة التّأهيل والاندماج الاجتماعي.

وفي حديث لـ “لبنان الكبير” تشرح رئيسة المبادرة رشا شلحة تفاصيل المبادرة، بالقول: “بدأت فكرتنا من برنامج القيادات الشابة الـ UNDP، عرضنا فكرة مشروعنا على الصّعيد المحلّي ففازت وتأهّلنا الى مرحلة عرضها على المستوى الاقليمي وبدأنا بتطبيقها. هدف المبادرة هو تسهيل اعادة اندماج الأحداث والشّباب بعد خروجهم من السّجن لكي تملأ فجوة الفراغ الّتي يقع فيها الشّباب بعد خروجهم من السّجن ما يسبب الكثير من الحالات لعودتهم اليه”.

وتشير شلحة الى أن “الفكرة بدأت عام 2020 ولا فترة زمنية محدّدة لها، فنحن نعمل مع القاصرين والقاصرات في السّجون وعند خروجهم منه، وسنعمد أيضاً الى العمل مع أهالي المسجونين في الفترة المقبلة لأنّهم جزء أساس من اعادة التأهيل والاندماج”، لافتة الى أن “مشروع الموسيقى في السّجون يهدف الى تعليم القاصرين الموسيقى، مبادئها وأصولها، بهدف تعريفهم أكثر اليها لكي يكتسبوا المهارات المطلوبة ويقدّموا حفلاً موسيقياً في آخر السّنة، فمثلاً نقوم حالياً بتحضير نشاط لمناسبة عيد الأم، بحيث بدأ الطلاب بتعلم عزف أغانٍ وغنائها لتقديم نشاط حفل في سجن رومية في هذه المناسبة”. وتؤكد أن “الدولة وقوى الأمن يساندوننا في هذه المبادرة، فقد أمّنوا لنا الأجواء المناسبة ويتابعون عن كثب خطواتنا”.

أمّا أستاذ الموسيقى محي الدين كنيعو المسؤول عن اعطاء هذه المادة في السّجون، فيعتبر أن “هذه التّجربة مختلفة لأنّ الطلاب خلف القضبان، ولم يفكروا في يوم من الأيام في تعلم الموسيقى أو درسها، ولكنّهم ما لبثوا أن تعرّفوا اليها فأصبحوا يظهرون اندفاعاً للتعلّم والغناء ولمسنا العديد من المواهب الموجودة داخل السّجون. من ضمن أهدافنا تعليم مبادئ الموسيقى والنّظريات والتّعرف الى الآلات الموسيقيّة والعزف عليها، كما ندرّب الطلاب على الغناء، فأصبحوا ينتظرون ساعة الموسيقى أسبوعياً لأنّها تحملهم الى عالم آخر بعيداً عن المأساة الّتي عاشوها”.

شارك المقال