العلاج النفسي يكسر “وصمة” الخوف من المجتمع!

تالا الحريري

مع ازدياد الوضع الاقتصادي سوءاً وانعدام مقومات الحياة الأساسية لدى المواطن اللبناني، بتنا نسمع عن حالات كثيرة، منها من ينهي حياته من أجل التخلص من مآسي هذا الوضع، ومنها من يثور علّ أحداً يسمعه ويلبي طلباته، ومنها من لا يزال يناضل كي يعيش. وفي كل هذه الحالات تبقى الحالة النفسية هي العنصر الأساس الذي يلعب دوراً في اتجاه المواطن إلى خيار من تلك الخيارات إما السلبية أو الايجابية. وبما أنّ الحالة النفسية هي الأهم في كل الأوقات وخصوصاً في ظل هذا الوضع، هل من الممكن أن زيارة الطبيب أو المعالج النفسي زادت نسبتها؟ وهل كُسرت نمطية الخوف من المجتمع لدى الذهاب إلى طبيب نفسي؟

الأخصائي والمعالج النفسي أنطوان الشرتوني يوضح لـ”لبنان الكبير” أنّ “عدد الأشخاص الذين يطلبون زيارة الطبيب أو المعالج أو الأخصائي أو المرشد النفسي أو المساعدة منه قد إزداد لأنّ المشكلات الاقتصادية تؤثر على حياتنا اليومية وبالتالي إذا كانت مليئة بهذه المشكلات، فذلك يؤثر علينا أيضاً، لذلك من الطبيعي أن تصبح لدينا اضطرابات. بالفعل كان هناك طلب في لبنان سابقاً على الأخصائي أو الطبيب النفسي ولكن نلاحظ الآن ازدياد هذا التوجه”.

ويؤكد أن “الفكرة سابقاً لم تكن مقبولة، فكانوا يضعون على الشخص وصمة اذا توجه إلى طبيب أو معالج نفسي، لكن بعدما صارت هناك توعية وتنظيم للمهنة ونقابة، ساعد ذلك في تقبل فكرة المعالج والأخصائي النفسي وبات الناس يدركونها كمهنة وفي النهاية هم بحاجة اليها”.

كما يشير الشرتوني إلى أنّ “حالات الانتحار تزداد، وبالتأكيد العوامل الاقتصادية تلعب دوراً في الوصول إليه لكنها ليست العامل الأساس والوحيد، فبالطبع هناك أسباب أخرى تؤثر منها نفسية وشخصية وذلك يعود أيضاً إلى نظرة كل شخص منا إلى الأمور”، لافتاً الى أن “الحالة الاقتصادية من الممكن أن تجعل الانسان ينظر إلى الحياة بنظرة سلبية، لكن إذا لم يكن يفكر في الانتحار أو لديه النية فلن يتجه إلى ذلك”. ويقول: “بالنسبة لي لا أرى علاقة مباشرة بين الانتحار والحالة الاقتصادية”.

شارك المقال