“شات جي بي تي” بديل الانسان؟

حسين زياد منصور

تواصل التكنولوجيا إبهار العالم، وآخرها من خلال التطور المستمر في ما يخص الذكاء الاصطناعي. فقد أطلقت شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) الناشئة، منذ يومين، نموذج الذكاء الاصطناعي القوي الذي يعرف باسم “شات جي بي تي-4″، ويعد أحدث تقنياتها، ويمثل تحسناً كبيراً عن الاصدار السابق المعروف باسم “جي بي تي-3.5”.

ويرى البعض أن النسختين متشابهتان، لكن الاختلافات بينهما تظهر عند الوصول الى المحادثات المعقدة، اذ يكون “جي بي تي-4” أكثر دقة وثقة وابداعاً، لذلك تقول الشركة ان النسخة الرابعة قادرة على التعامل مع التفسيرات المعقدة بصورة أفضل من النسخة الثالثة.

أبي نجم: “شات جي بي تي4” أكثر دقة

وفي حديث مع موقع “لبنان الكبير” يؤكد المستشار في أمن وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي رولاند أبي نجم، أن “شات جي بي تي أحدث نقلة نوعية بين الاصدارين 3 و4، فالإصدار 3 كان يقتصر على ادخال النصوص ومعالجتها، بينما شات جي بي تي 4 أصبحنا قادرين على ادخال نصوص وصور أيضاً، فبإمكانه إعطاء تحليل كامل للصورة، الى جانب قدرته على إعطاء المادة كما تريدها، أي بإمكانه انتاج مقطع فيديو بالمواصفات التي تطلبها، ويمكنه انتاج الصور أيضاً وكذلك المقاطع الموسيقية، وهي تعد من أساسيات هذا الاصدار”.

ويوضح أن “خدمة الترجمة الفورية أصبحت متوافرة أيضاً، فعلى سبيل المثال في أي مكان كنت وأنت بحاجة الى ترجمة فورية، هو قادر على تقديم هذه الميزة وفي الوقت نفسه بإمكانه تفريغ أي تسجيل كتابياً وإن كانت مدته ساعة”، مشيراً الى أن “كمية البيانات الموجودة في شات جي بي تي 4 أصبحت أضخم بكثير من شات جي بي تي 3، أي أصبحت الخوارزميات قادرة على معالجة بيانات أكثر للحصول على نتائج ومعلومات أكثر دقة”.

وعن تشكيله خطراً على بعض الوظائف، يقول أبي نجم: “أشرنا مسبقاً الى أن شات جي بي تي 3 سيشكل خطراً على عدد من الوظائف، والأمر نفسه بالنسبة الى شات جي بي تي 4 وازدادت أيضاً النسبة، فعلى سبيل المثال وظيفة ادخال البيانات لم تعد بحاجة الى موظف، يمكنك وضع الملفات والبيانات على شات جي بي تي 4 ويقوم هو بمعالجتها وتنظيمها، والأمر نفسه ينطبق على بعض الوظائف الأخرى مثل كتابة البريد الالكتروني أيضاً”.

يعد “شات جي بي تي 4” أفضل من الاصدار السابق، وحتى أن هذه التكنولوجيا أثارت الكثير من الجدل والحماس والتشويق والفضول لدى الكثيرين، خصوصاً لناحية سرعة التطور، ولمجانية الوصول اليها من ملايين الأشخاص حول العالم لكتابة مقالات أو لاختبار قدراتهم.

وصحيح أن هدف هذه التكنولوجيا هو جعل استخدام الذكاء الاصطناعي أكثر سلاسة وطبيعية، وأن تبدو كمحادثة بين شخصين طبيعيين، خصوصاً أن هذا الروبوت يجيب عن الاستفسارات والأسئلة بطريقة مقلدة للمحادثات بين البشر، وأنه أحياناً يشرح مصطلحات أو مفاهيم علمية معقدة بطريقة مبسطة، الا أن الاجابات ليست دائماً صحيحة أو مناسبة. لذلك، هذا النوع ليس دائماً مثالياً يقدم الاجابات الصحيحة، اذ أنه على عكس “غوغل” لا يمكن لطالب المعلومة أن يتصل بمواقع الكترونية أخرى للتأكد من مدى صدق الاجابة.

شارك المقال