أسعار الخضار… تتأثر بارتفاع الحرارة

حسين زياد منصور

غالبية القطاعات في لبنان انتقلت من مرحلة الى أخرى خلال الأزمة الحالية، وتأثرت بصورة كبيرة من الأزمات الاقتصادية والمالية المتتالية، التي يعانيها لبنان منذ صيف 2019، وانتقل العديد منها الى الدولرة أي التسعير بالدولار كما فعلت السوبر ماركات وغيرها اثر قرار وزير الاقتصاد، وترافقت مع مطالبات عديدة منذ فترة بضرورة تسعير الخضار والفاكهة بالدولار، بعد ارتفاع أسعارها قبيل شهر رمضان المبارك، خصوصاً البصل والثوم والموجة التي لحقت هذا الارتفاع، وبدء دخول البضائع المستوردة، لاسيما أننا نستورد من الخضار والفاكهة أكثر من 50 و60 في المئة من المنتجات وهذا ما يؤدي الى التحكم بالأسعار. وبعد الكلام عن أن اللبنانيين على موعد مع انخفاض أسعار الخضار والفواكه في الأيام المقبلة كان لا بد من الوقوف على ذلك.

ترشيشي: الانتاج اللبناني أرخص وأفضل

رئيس تجمّع المزارعين في البقاع ابراهيم ترشيشي قال في حديث لـ “لبنان الكبير”: “انخفاض أسعار الخضروات ليس مرتبطاً بتراجع سعر صرف الدولار، بل لأنها ستتوافر في الأسواق، وذلك لعدة عوامل أبرزها التحسن في الطقس وانخفاض درجات الحرارة وهو ما يؤدي الى غزارة في الانتاج وازدياد في العرض لذلك تنخفض الأسعار، فأحياناً نجد الدولار يواصل صعوده في حين تنخفض أسعار بعض الأصناف، وأحياناً أخرى ينخفض الدولار لكن أسعار بعض الأصناف ترتفع وذلك لأنها غير متوافرة في السوق، فالخضار هي عرض وطلب وهو ما يؤثر في الأسعار انخفاضاً أو ارتفاعاً”.

واعتبر أن “التسعير بالدولار أمر صعب ولا يمكن التحكم به، فالمزارع يتمنى ذلك لكن نكون في هذه الحالة قد قضينا على التعامل بالليرة اللبنانية ودمرنا اقتصادنا ويصبح المنتج في وادٍ والمستهلك في وادٍ آخر، وحالياً لا نزال ماشيين الحيط بالحيط، ونتمنى أن نستمر في ذلك لانهاء هذه الفترة العصيبة والمرة”.

وعن الخضار والفاكهة المستوردة، أوضح ترشيشي أن “البضاعة أو المنتجات التي نستوردها من سوريا أو مصر أو أي دولة أخرى، ستقل جداً لأننا في مثل هذه الأيام نبدأ بالاعتماد على الانتاج المحلي كلياً، ولا نستورد الخضار أو الفاكهة فيصبح الاستهلاك بأكمله من انتاج المزارع اللبناني وبالتأكيد تكون الأسعار أرخص وأرحم من تلك التي سنستوردها من الخارج، والذي يكون اعتماده كلياً على الدولار الى جانب كلفة النقل والتخليص والضريبة وغيرها من التكاليف”.

وأكد أن “الانتاج اللبناني أرخص وأفضل للمستهلك ويجب دعمه وتشجيع المزارع كي يبقى موجوداً ومستمراً، فأعداد المزارعين بدأت تقل وهم يعانون من مشكلات بصورة دائمة والمساحات الزراعية تتقلص”.

انطلاقاً من ذلك، نتمنى أن يلقى المزارع اللبناني الدعم اللازم كي يستمر في عمله والمحافظة على أراضيه، خصوصاً أن المنتجات اللبنانية عرفت بجودتها بين بقية المنتجات القادمة من الدول المجاورة، فضلاً عن أنها أرخص وأفضل وأنسب للبنانيين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، مع تراجع القدرة الشرائية لعدد كبير منهم وانخفاض قيمة رواتبهم التي يتقاضونها بالليرة اللبنانية.

شارك المقال