في ظل التردي الاقتصادي المستمر، يشهد اللبنانيون يومياً حالات انهيار معيشية وصحية واجتماعية ومالية، وإنسانية أيضاً… فبعدما كانت الكلاب والقطط تعيش مستقرة في معظم البيوت اللبنانية أصبحنا اليوم نشهد ظاهرة رميها في الشوارع من دون اكتراث بهذه الأرواح البريئة. وعلى الرغم من ذلك، نجد غالبية واجهات محال الحيوانات “عامرة” بأنواع مختلفة من الكلاب والقطط الموضوعة في أقفاصٍ تنتظر أحداً يشتريها.
وفي جولة لموقع “لبنان الكبير” على عدد من محال الحيوانات في بيروت، رصد حيوانات أليفة داخل أقفاصها بأسعار مختلفة. ويقول رامي خ. صاحب أحد هذه المحال: “الكلاب والقطط الصغيرة التي أضعها في الواجهة كانت سابقاً تباع معي خلال ثلاثة أيام فقط، واليوم تبقى أسبوعين وثلاثة من دون أن يلتفت اليها أحد، بل أصبحت الناس التي تملك حيواناً أليفاً في منزلها تأتي إلي وتطلب مني أخذه وبيعه من دون أي مقابل، فالأوضاع الراهنة أجبرت كل من لديه كلب أو قطة على الاستغناء عنهما والالتفات الى الأمور المعيشية، أمّا من ليس لديه حيوان أليف فيأتي الى المحل للسؤال عن أنواع القطط والكلاب الموجودة أو التي يمكن تأمينها ويتعجب من السعر ثم يغادر”.
ويشير الى أن “أسعار الحيوانات التي أبيعها تعد غالية نوعاً ما نظراً الى فصيلة الحيوان أو نوعه، ففي الكلاب مثلاً هناك الحجم الصغير الذي لا يكبر مع الوقت ويفوق سعره الـ 250 دولاراً، وبالتأكيد هذا السعر يشمل عدداً من أغراضه ككيس طعام وطعام ولعبة وغيرها، أما الكلب الذي يكبر حجمه فيبدأ سعره من 150 دولاراً وما فوق، وإذا تحدثنا عن القطط فأقل سعر يصل الى 70 دولاراً”.
ويوضح رامي أن “وضع المبيعات في محال الحيوانات ليس كما كان في السابق إطلاقاً، فالزبائن الذين اعتادوا أن يأتوا الى محلي توقف معظمهم عن المجيء وشراء لوازم حيواناتهم، ولكن الأمر الوحيد الذي تعتمد عليه استمرارية المحل هو تنظيف الحيوانات واستحمامها، فأصبح حمام الكلب يكلف حسب حجمه ويبدأ من 200 ألف وصولاً الى 400 ألف، أما حمام القطط فيكلف 200 ألف فقط”.
ويلفت الى أن “عدداً كبيراً من اللبنانيين يستغني عن حيواناته الأليفة إما يتبرع بها لأناس مقتدرة أو يبيعها أو يعطيها لجمعيات تهتم بالحيوانات، وإما مع الأسف يرميها في الشارع ولا يسأل عنها أبداً تاركاً اياها تواجه الموت البطيء”.
وفي السياق، توضح نتالي ش. التي تملك 4 قطط سبب تخليها عن ثلاثة منها والاحتفاظ بواحدة فقط، وتقول: “أملك 4 قطط منذ ثلاث سنوات، وأهتم بها كما أهتم بنفسي، ولكن لا أستطيع الاستمرار في هذا الأمر فهي تحتاج الى رعاية مادية أيضاً، وكل أسبوعين أحتاج الى معلبات وكيس طعام يكلفني 9 دولارات، وإذا مرضت فلا مجال لمداواتها بنفسي، ومنذ شهرين وقعت احداها عن الشرفة واحتاجت الى عملية بسبب وجود نزيف داخلي ما اضطرني الى دفع 200 دولار تكلفة العملية، لذا استغنيت عن أول قطتين عن طريق اعطائهما لأحد أصدقائي، والثالثة أفتش عن جمعية تأخذها لتعتني بها، فأنا ضد رمي حيوان منزلي في الشارع لأنه لن يتحمل وسيموت ولو بعد فترة، وسأحتفظ بالقطة المفضلة عندي”.