ازدواجية أميركية في التعاطي مع “تيك توك”… و”تيمو” تهديد آخر

حسين زياد منصور

يحتدم الصراع الأميركي – الصيني كل يوم أكثر فأكثر وفي مختلف المجالات، إن كان سياسياً أو عسكرياً وأمنيا وحتى تكنولوجياً وتقنياً.

ويتجلى الصراع في استمرار الحكومة الأميركية في توسيع نطاق فرض الحظر على “تيك توك”، فبعد أن حذفت التطبيق عن الأجهزة الحكومية، وتسعى الى حذفه بصورة نهائية في الولايات الأمنية، بعد اتهامات بسرقة بيانات المستخدمين واستخدامه للتجسس من الصينيين على الأميركيين، وهو ما نفاه مسؤولو “تيك توك”، الا أن المعركة ضد التطبيق لا تزال مستمرة وتشتد أكثر فأكثر، ومؤخراً تم حذفه من الجامعات الأميركية.

أبي نجم: الهدف ليس حجب التطبيق

ويرى المستشار في أمن وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي رولاند أبي نجم في حديث مع “لبنان الكبير” أن “ما يحصل يصنّف في إطار جديد من التضييق والحرب العسكرية والإعلامية والتقنية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، فالعلاقات الصينية – الأميركية تأخذ أبعاداً كثيرة بين الطرفين إن كان عسكرياً أو تكنولوجياً أو تقنياً. وكذلك تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد زيارته الى الصين حول التبعية للهيمنة الأميركية والاستغناء تدريجياً عن الدولار، كل هذه العوامل تدفع الضغوط الأميركية في ما يتعلق بتيك توك الى التزايد، بعدما أصبح كل شيء واضحاً في ما يخص مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات مثل تيك توك يتم استخدامها في الحروب الإعلامية مع وجود أكثر من 150 مليون مستخدم له في أميركا، فبعيداً عن استخدام البيانات والخصوصية، يتم استهداف هؤلاء الـ 150 مليوناً بمحتوى مختلف عما تريده الولايات المتحدة”.

وعن قرار الحظر، يقول أبي نجم: “ان الولايات المتحدة قادرة بقرار واحد ونهائي على حجب تيك توك، لكنها لم تقم بهذه الخطوة لمعرفتها بوجود معارضة داخلية لذلك، وهناك الكثير من المستخدمين الذين أصبحوا يمتلكون متابعين ويجنون الأموال بسببه، والنقطة الثانية والهدف الرئيس يتمثلان بهدف الولايات المتحدة لا بحجب التطبيق بل بإجراء الضغوط على الصينيين للوصول الى مرحلة معينة تتمكن من وضع الشروط التي تريدها والرضوخ لها مثل بيع الشركة الصينية كل أسهمها وتصبح عالمية ولا يبقى أي مالك صيني لها ولا تبقى مرجعيتها للحكومة الصينية”.

اما عن بديل “تيك توك” فيشير الى أن “هناك الكثير من البدائل لكن ليس بينها بديل مثالي، فبعد الحرب الروسية – الأوكرانية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الحرب ضد روسيا، أخذ الروس قراراً بحجب فيسبوك وانستغرام وتويتر، وبذلك واجه الكثير من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي المشكلات، خصوصاً من يمتلكون الملايين من المتابعين ولم يتمكنوا من الولوج من جديد الى هذه المنصات. الأمر نفسه بالنسبة الى تيك توك هناك الكثير من البدائل، لكن الأشخاص الذين يمتلكون أصلاً عدداً كبيرا من المتابعين ولديهم أعمال ونسبة مشاهدة عالية، سيذهبون الى تطبيقات أخرى لكن إعادة البناء والتأسيس من أجل الحصول على العدد نفسه من المتابعين وعقد استثمار جديد لن يكون الأمر سهلاً”.

ويضيف أبي نجم: “في حال فرض هذا الواقع في أميركا قد يكون انستغرام هو البديل خصوصاً أن العمل جار في سبيل تعزيز الريلز أو شورتس اليوتيوب أو ريلز فيسبوك”.

ويعتبر أن “موجة الاعتراضات في العالم واحدة من الأسباب الرئيسة التي تمنع الرئيس الأميركي جو بايدن على الرغم من امتلاكه كل الصلاحيات، من اتخاذ القرار النهائي بحظر تيك توك، فهم بين فترة وأخرى يتخذون قراراً جديداً مرة بحظره عن الأجهزة الحكومية والأن في الجامعات وقد نشهد حظره في المدارس وأماكن أخرى، كل ذلك لزيادة الضغوط للوصول الى التسوية، فالهدف ليس حجب التطبيق بل تحسين شروط كل دولة والتفاوض”.

بايدن يدخل عالم “تيك توك”

ويسعى الرئيس بايدن وفريقه الى الاعتماد على “تيك توك” و”انستغرام” للترويج لحملته الانتخابية وبقائه في البيت الأبيض لولاية ثانية، ويأتي الاعتماد على هاتين المنصتين لانتشارهما الواسع في الولايات المتحدة خصوصاً بين الناخبين الشباب. وهنا تظهر الازدواجية في التعاطي مع “تيك توك”، فمن جهة يريد الأميركيون حظر التطبيق ومن جهة أخرى يستخدم لدعم الحملات الانتخابية. 

“تيمو” يهدد “أمازون”

وفي الوقت الذي تحارب فيه الولايات المتحدة تطبيق “تيك توك” الصيني يصعد نجم تطبيق صيني آخر ألا وهو “تيمو”، ليهدد العملاق “أمازون”، اذ أن التطبيق صعد بصورة سريعة في الوقت الذي تواجه المنصات المرتبطة بشركات صينية ضغوطًا متزايدة. وتصدر التطبيق تصنيفات تنزيل التطبيقات في الولايات المتحدة أوائل نيسان بعد أن حافظ على هذا المركز منذ كانون الثاني الماضي. وأطلق في أيلول الماضي، ليصبح التطبيق الصيني للتجارة الالكترونية أكثر التطبيقات تحميلاً في الولايات المتحدة.

ويعد “تيمو” مشابهاً لـ “أمازون”، اذ يبيع كل شيء من أدوات التجميل إلى الأدوات المنزلية والالكترونيات، وتمكن من اجتذاب مستخدمين جدد من خلال تقديم أسعار منخفضة للغاية وصفقات خاصة داخل التطبيق، مثل خصم 89% على بعض العناصر. ولدى الشركة مكتب في بوسطن، وتخطط للتوسع في كندا.

شارك المقال