الاحتفال بالفصح وعاداته… خارج الميزانية

جنى غلاييني

الأعياد تطل على اللبنانيين في فترة عوزهم وضائقتهم المعيشية، فمنهم من نسي كيف يحتفل بالعيد، ومنهم من تناسى وآخرون يبذلون أقصى جهدهم للاحتفال به ولو بأبسط الأمور.

وها هم اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً يعيشون أجواء عيد الفصح بألوان باهتة ممزوجة بنكهة مرارة الأزمة الاقتصادية، فالبعض بالكاد قادر على المعايدة المعنوية والأمل بسنوات جديدة أفضل من التي مرت علينا.

ويشتهر اللبنانيون بتعلقهم بالعائلة والعادات والتقاليد خصوصاً في المناسبات الخاصة والأعياد، ففي عيد الفصح تحديداً يُحضّر المعمول مسبقاً ويلوَّن البيض وتُزيّن البيوت، لكن للأسف فان التقشف أصاب العديد من المنازل والعائلات بعدما طال الغلاء المستشري كل المواد الغذائية التي باتت تسعّر بالدولار الأمر الذي جعل معظم الناس في حالة ضيق خانقة.

تصف شانتال ع. صاحبة متجر في بدارو لموقع “لبنان الكبير” أجواء الاحتفال بعيد الفصح، بالقول: “مع الأسف قلة قليلة من الناس قامت بالتزيين لعيد الفصح هذا العام والكثيرون لم ولن يشتروا البيض لرسمه كرمز للبعث والحياة بسبب غلاء سعره. وبما أننا نتحدث عن البيض فمعظم الناس لا يعلمون لماذا نقوم بتلوين البيض، الذي يرمز إلى الحياة الجديدة، فالبيضة جسمٌ ميت يخرج منها كائنٌ حيّ، لهذا السبب نزيّنه ونزخرفه بطرق مبتكرة ومختلفة ونقوم بخوض نوع من المنافسات المرحة تُعرف بتفقيس البيض الذي يوضع في سلّة، وكلّ واحد يختار بيضة ويُنافس فيها، والتي لم تُكسر في النهاية يفوز صاحبها”.

وتعتبر أن “عيد الفصح هذا العام هو الأسوأ فالأغنياء فضلوا قضاء الاجازات في الخارج، والفقراء اكتفوا بالمعايدات عبر الواتساب، فلا موائد فُرشت ولا معمول حُضّر ولا بيض لُوّن وزُيّن، وكل زبائن متجري يدخلون ويخرجون بأيدٍ فارغة حينما يعلمون أن سعر كرتونة البيض 520 ألف ليرة”.

ويقول جان س. موظف دولة: “اكتفيت أنا وزوجتي بإحضار دزينة من المعمول لإكرام ضيوفنا، فقد استغنينا عن شراء البيض وتزيينه، اذ أننا نشعر بالعوز خصوصاً أن راتبي لا يكاد يكفي لشيء، وقررت عدم الاحتفال بالأعياد التي تفوق ميزانيتي”.

أما يارا ب. صانعة حلويات، فتقوم بصنع المعمول حسب الطلب، وتوضح “هذا العام لم أتلقَ الكثير من الطلبات، وبعد جولة لي في الأسواق وجدت اختلافاً في الأسعار وارتفاعاً بصورة لا تصدق، فسعر كيلو المعمول بالفستق 20 دولاراً، وكيلو التمر 15 دولاراً، وقالب كبير من الزبدة يكلف 900 ألف ليرة، وغيرها من الأمور التي لم تعد رخيصة بتاتاً، لذا تراجعت عن استقبال طلبات تحضير المعمول”.

شارك المقال