مطرة نيسان… تحيي الأرض والانسان

حسين زياد منصور

مرّ فصل الشتاء هذا العام أقل من المعتاد، فعلى الرغم من مجيء العاصفة “فرح” في الأيام الأخيرة من شهر كانون الثاني في ظل أوضاع معيشية صعبة، الا أنها لم تكن كافية للوصول الى المعدل العام للمتساقطات، ومع شدتها التي ترافقت مع أمطار غزيرة إلّا أنّها لم تعتبر كافية، فلم نشهد أمطاراً وثلوجاً كالتي اعتدنا عليها في السنوات الماضية، لأنّ فترات نصف كانون الثاني ونصف كانون الأول كانت ناشفة لذلك لم تصل الأمطار الى المعدل المطلوب.

هذا النقص، وعدم الوصول الى المعدل العام له عدة نتائج سلبية على اللبنانيين، ففي ضوء العجز المالي الذي يضرب كل القطاعات، سيضطرون إلى شراء المياه، لعدم وجود مخزون كاف من المياه للافادة منه في مختلف المجالات ولا سيما في الزراعة التي يبدأ موسمها خلال شهري نيسان وأيار، وهذا ما سيعرّض المزارعين الى المزيد من الأكلاف، من شراء المياه أو تلف مزروعاتهم، وسينعكس أيضاً على بقية اللبنانيين الذين يشترون المياه لمنازلهم.

وشعر الكثيرون أننا لسنا في فصل الشتاء بل فصل الربيع “المبكر”، في ظل ارتفاع درجات الحرارة بصورة كبيرة. ويشير خبير وناشط بيئي في حديث لـ”لبنان الكبير” الى أن “ما يحصل مرتبط بالتغير المناخي، ولانخفاض معدل المتساقطات خطورة بيئية مرتبطة بالتقلبات المناخية والجفاف العالمي، وإن ارتفعت بعد هذه المنخفضات نسبة المتساقطات الا أننا لا نزال بحاجة الى المزيد من أجل المياه الجوفية وتعويض النقص، خصوصاً أن نسبة المتساقطات لم تأتِ بصورة متساوية بين المناطق اللبنانية”، مؤكداً أن “هذه الأمطار ستكون جيدة لصالح الأرض والمزارعين، خصوصاً بعد ارتفاع درجات الحرارة في الأيام الماضية”.

ويتعرض لبنان لمنخفض جوي مصدره أوروبا، اذ أظهرت نشرة الطقس الصادرة عن دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في لبنان أن الطقس في الأيام المقبلة سيشهد انخفاضاً كبيراً وسريعاً في درجات الحرارة، وأمطاراً متفرقة تكون غزيرة أحياناً، فيما تتساقط الثلوج ابتداء من 1600 متر.

وفي حديث مع “لبنان الكبير” يقول رئيس دائرة التقديرات الجوية عبد الرحمن زواوي: “ان مصدر المنخفض وسط أوروبا وتغيّر مكانه ليتمركز فوق تركيا ويؤثر بصورة أكبر على لبنان. ويبلغ اليوم (أمس) ذروته وتأثيره القوي ويبقى حتى مساء الخميس بحيث تنحسر الأمطار، أما بالنسبة الى يوم الجمعة فعلى الرغم من بعض البرد الا أن الجو يعد صافياً وتظهر الشمس”.

وعن كمية الأمطار والمتساقطات، يجدد زواوي التأكيد أنها لا تزال أقل من معدلاتها.

تجدر الاشارة الى أن السنة المطرية تبدأ من 1 أيلول وتنتهي في 31 آب، وما يسمّى بالمعدل العام يعني حسابات على 30 سنة ثم تقسم على معدل وسطي، وكل سنة تكون أقل من المعدل تعتبر سنة ضعيفة وإذا كانت ضمن المعدل تكون جيدة وفوق المعدل جيدة جداً.

شارك المقال