الأزمة الاقتصادية تسلب اللبناني فرحة العيد

راما الجراح

أيامٌ معدودة ويحل عيد الفطر السعيد، الذي ينتظره المسلمون في كل بقاع الأرض بتحضيرات واستعدادات لاستقباله بثيابٍ جديدة، ضيافة الحلوى، وتوزيع عيديات على الأطفال. لا شيء كان بامكانه تنغيص هذه الفرحة بعد شهر رمضان الخير الذي يزيد من الأعباء المالية حتى تكاد غالبية الأُسر لا تستطيع تأمين إفطارها ليكفي كل أفراد العائلة.

في لبنان، لا شيء مستحيل، حتى فرحة العيد تُنغّص بصورة عادية جداً، فالضغوط الاقتصادية، الاجتماعية والمعيشية لم تترك للمواطنين أي فسحة للتنفس بصورة طبيعية، من دون الدفع بالفريش دولار وراتبهم عاللبناني! الوضع ليس غريباً لا بل متوقع، فاشتداد الأزمة أقعد الأهل والأطفال في منازلهم وأصبح ارتياد الأسواق بالنسبة اليهم نادراً جداً.

فرحة العيد “منغصّة”

“ما ذنب الأطفال لنحرمهم من شراء ثياب جديدة؟”، بهذه الكلمات تعبّر أم قاسم. ع عن صعوبة الوضع الذي تعيشه وعائلتها، وتقول: “لدينا ٤ أولاد، أكبرهم يبلغ من العمر ١٥ عاماً، جميعهم ينتظرون العيد كل عام لشراء ثياب جديدة، ولكن مع راتب زوجي الذي يبلغ ٩ ملايين ليرة في المؤسسة الرسمية التي يعمل فيها بالتأكيد لا يمكنني شراء ثياب لجميع أولادي. حسبي الله ونعم الوكيل بكل ظالم أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، فنحن لم نتعود أن نكون بحاجة الى من يقف إلى جانبنا ويساعدنا لهذه الدرجة، ولا ذنب لأطفالنا!”.

حركة الأسواق خجولة

ويؤكد صاحب أحد محال الملابس النسائية والرجالية المعروفة والكبيرة في سوق برالياس – البقاع الأوسط لموقع “لبنان الكبير”، أن “الحركة عموماً خجولة، مع العلم أننا كنا نراهن على عيد الفصح وعيد الفطر كمحطتين أساسيتين للرزق والعمل الشاق، الوضع ليس سيئاً بصورة كبيرة وبرأيي أفضل من العام الماضي ولو بنسبة بسيطة. هناك إقبال على البضاعة ذات الأسعار المتواضعة، لأنها تتمتع بنوعية جيدة وسعر مقبول في الوقت نفسه، بينما البضاعة الرخيصة ليست رخيصة اليوم (وحرام يندفع حقها)، وللأسف تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين أثر بصورة مباشرة على الاسواق. أما بالنسبة الى الأسعار ففي عملية حسابية سريعة، انخفضت بالنسة الى الدولار ولكنها ارتفعت أضعاف ما كانت عليه بالنسبة الى اللبناني، ولو أن رواتب الموظفين في القطاع العام خصوصاً بالدولار الفريش لما عانينا من أي أزمة في القطاع وشهدنا تحسناً وازدهاراً في الأسواق”.

توفير ٥٠ بالمئة في التسوق الالكتروني

وتعتبر مريم. ز أن التسوق أونلاين هو الطريقة الأنسب والأوفر بمناسبة عيد الفطر، وتقول: “أتابع صفحات الثياب النسائية على تطبيق انستغرام وأراقب الأسعار والنوعية، ونسبة اقبال الناس على الشراء منها، وأصبحت على دراية كاملة أي الصفحات يمكن أن نثق ببضاعتها، وعليه اشتريت فستانين بقيمة ١٠٠ دولار واصلين عالبيت، بينما في الأسواق لا يقل سعر الفستان الواحد عن ١٠٠ دولار! بهذه الطريقة وفّرت حوالي ٥٠ بالمئة، ومن جهة أخرى وفرت البنزين وأي تكاليف أخرى، وأشجع الجميع على اتباع هذه الطريقة خصوصاً في هذه الأوضاع الصعبة التي نمر بها”.

يعجز الكثير من الأهل في لبنان عن تأمين لوازم العيد، وينظرون إلى أطفالهم وعائلاتهم بغصة كبيرة، وهم غير قادرين على تغيير شيء بسبب الأزمة الاقتصادية التي سلبت منهم فرحة العيد، وحوّلتها إلى حرقة قلب!

شارك المقال