التسمم باللحم الفاسد يُفجع عائلة… من المسؤول؟

راما الجراح

فاجعة في بلدة حوش الحريمة البقاعية أودت بحياة رب الأسرة، وأدخلت أفرادها العناية المشددة في حالة حرجة نتيجة الاهمال الذي اعتدنا عليه في لبنان، حتى أصبحت حياة الانسان لا تستحق الاستنفار لحمايتها. داوود عبد الكريم أمين مزارع بقاعي أراد إطعام عائلته لحماً، وبسبب الأحوال الصعبة وغلاء اللحوم رأى أن “السودة” سعرها جيد مقارنة بوضعه المعيشي، فاسترخصه في إحدى ملاحم منطقته ما أدّى إلى تسممه ومن ثم وفاته، فيما عائلته المؤلفة من ٦ أشخاص تقبع في مستشفى البقاع – تعنايل في حالة حرجة.

الصدمة تخيّم على الأهالي، فكل من يشتري من هذه الملحمة أصبح خائفاً على نفسه وعائلته من أي ضرر قد يصيبه بسبب فساد اللحم، وعلى الرغم من أن نتيجة الطبيب الشرعي لم تظهر بعد، الا أن هناك شبه إجماع بين الجميع على أن الملحمة رخيصة جداً مقارنة بغيرها، وهي مقصد للناس بسبب ذلك، وهذا ما زاد من نسبة الشكوك حول نوع اللحم ومدى جودته.

وأكد مصدر خاص لموقع “لبنان الكبير” أن “عائلة أمين جميعها في حالة خطرة حتى اللحظة، والملحمة الموجودة داخل الضيعة والتي تم شراء السودة منها عليها شُبهات وهناك شكوك حولها، فكيلو اللحم الذي يُباع بمليون ليرة تجدونه عندها بـ ٤٠٠ ألف ليرة، وهذا غير طبيعي وغير منطقي، وحال الناس اليوم معروفة والجميع يُفتش عن اللقمة الرخيصة بسبب تراجع القدرة الشرائية، وفي الغالب هذا هو السبب الأساس الذي جعل السيد داوود رحمه الله يشتري من هذه الملحمة بسعر رخيص”.

وأوضح المصدر أنها “ليست المرة الأولى التي يتسمم فيها أشخاص من اللحم الفاسد في هذه الملحمة، فحالات التسمم موجودة بين فترة وأخرى ولكن لا تصل إلى مستوى الخطورة، ويُقضى الأمر بأدوية من الصيدلية وتعليق مصل، وهذه المرة الأولى التي تصل فيها الأمور إلى وفاة شخص”، مشيراً الى أن “العائلات في بلدة حوش الحريمة لم تطالب بشيء واكتفت بجملة (جميعنا تحت سقف القانون)، وحتى الصفحات الالكترونية التابعة للبلدة لم تنشر أي تفاصيل إضافية عن الحادثة، وكل ذلك بسبب المشكلات العائلية الأليمة التي عاشتها هذه البلدة على مر السنين وهي ليست مستعدة لأي مشكلات إضافية، والجميع بإنتظار نتائج العينات التي قام بأخذها فريق وزارة الصحة من الملحمة ومن منزل الضحية كما يقال للمقارنة بينها والتأكد من سبب التسمم”.

الفقر لا دين له، يُجبر الإنسان على شراء الأكثر رخصاً كي لا يموت وعائلته من الجوع، والنتيجة الموت من التسمم بسبب فساد الرخيص. وتجدر الاشارة الى أن داوود أمين قضى بعد أقل من ٢٤ ساعة على دخوله مستشفى البقاع، وتأجل دفنه الذي كان مقرراً قبل ظهر أمس الجمعة حتى الكشف على الجثة واستكمال الاجراءات الطبية والقانونية من وزارة الصحة للتحقق من سبب الوفاة.

شارك المقال