اليوم العالمي للملاريا… نصف سكان العالم مهددون

تالا الحريري

يصادف تاريخ 25 نيسان اليوم العالمي للملاريا، هذا المرض الذي لا يزال يهدد نصف سكان العالم بسبب خطر الاصابة به لكن الضوء لا يسلط عليه بما يكفي، فقد اتجهت الأنظار في السنوات الأخيرة إلى فيروس كورونا وانفلونزا الخنازير، فيما بلغ عدد الاصابات بالملاريا 247 مليون حالة على نطاق العالم في العام 2021، أمّا العدد التقديري لحالات الوفاة فبلغ 619 ألف حالة. ومن المعروف أنّ الاقليم الأفريقي يتحمل جزءاً كبيراً من عبء الملاريا العالمي، اذ سجل في العام 2021 ما نسبته 95% من حالات الاصابة، و96% من الوفيات الناجمة عنها، من بينها نحو 80% من الأطفال دون سن الخامسة.

وأوصت منظمة الصحة العالمية منذ تشرين الأول 2021 باستخدام لقاح الملاريا “آر تي إس، إس” (RTS,S) للأطفال المقيمين في مناطق تتراوح فيها معدلات انتقال العدوى بالملاريا بين المتوسطة والمرتفعة. وأوضحت أن هذا اللقاح الذي توصلت إليه مجموعة “جي إس كاي” الدوائية البريطانية يحد بصورة كبيرة من ظهور المرض وخطر الوفاة لدى الأطفال الصغار، ونظمت حملات تطعيم في ثلاثة بلدان أفريقية هي غانا وكينيا وملاوي.

ما هو الملاريا؟

الملاريا مرض معدٍ يتسبب بحدوثه كائن طفيلي يسمى “البلازموديوم”، ينتقل عن طريق البعوض، ويتسلل داخل كريات الدم الحمراء في جسم الانسان فيدمرها، وقد ينتقل أيضاً عن طريق نقل الدم واستخدام الأبر الملوثة، وتتراوح فترة حضانة المرض بين 7 الى 30 يوماً. وهناك 5 أنواع من الطفيليات من فصيلة المتصوّرات التي تسبّب الملاريا لدى الإنسان منها نوعان يشكلان الخطر الأكبر وهما المتصوّرة المنجلية والمتصوّرة النشيطة. المتصورة المنجلية هي نوع الطفيليات المسببة للملاريا الأشد فتكاً والأكثر انتشاراً في القارة الأفريقية. أما المتصورة النشيطة فهي نوع الطفيليات المسببة للملاريا السائدة في معظم البلدان الواقعة خارج أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وأنواع الطفيليات الأخرى التي تسبّب الملاريا ويمكن أن تنقل العدوى إلى البشر هي المتصورة الوبالية والمتصورة البيضوية والمتصورة النولسية.

وقد تكون أولى أعراض المرض خفيفة ومماثلة لأعراض عدة أمراض حموية ويصعب عزوها إلى الملاريا. وإن لم تُعالج الملاريا التي تسببها المتصورة المنجلية فيمكن أن تتحوّل إلى اعتلال وخيم وتسبب الوفاة في غضون 24 ساعة.

ما هي الأعراض؟

أعراض الملاريا الأكثر شيوعاً هي الحمى والصداع والرعشة، ويبدأ ظهورها عادة بين 10 و15 يوماً عقب التعرّض للدغة بعوضة حاملة للعدوى. وتشمل الأعراض الأخرى الارهاق الشديد والتعب، اختلال الوعي، صعوبة التنفس، البول الداكن أو الدموي، اليرقان (اصفرار العينين والجلد) والنزيف غير الطبيعي. أمّا المرأة الحامل التي تصاب بالمرض فهناك خطورة ولادتها قبل الأوان أو انخفاض وزن المواليد عند الولادة.

الملاريا في لبنان

أعلن الخبير البيئي الدكتور ولسون رزق في تصريحات عدة أنّ “لبنان ليس البيئة المناسبة للملاريا، أي أن طبيعة مناخه غير مساعدة لانتشاره كونه يتطلب الجو الحار في ظل درجة حرارة مرتفعة كما هو الحال في أفريقيا. وما يزيد من انتشار الملاريا العوامل المساعدة مثل عدم النظافة والجو الموبوء وانتشار النفايات من دون أي معالجة، والتي قد تزيد أيضاً من الكوليرا والتيفوئيد نتيجة عدم النظافة”.

بدورها، طمأنت الباحثة في مركز الترشيد للسياسات الصحية الدكتورة نادين حلال الى أنّ “الملاريا في لبنان لا يمكن أن ينتقل لأن البعوض الذي يحمله ليس موجوداً هنا بسبب المناخ غير المتوافر لتكاثره مثلما هو الحال في أفريقيا لذلك لا داعي للخوف”، موضحة أن “الحالات الموجودة في لبنان قد تكون محملة بالملاريا من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، التي غالباً ما تُصيب الأشخاص الذين يسافرون إلى هذه المناطق من العالم، حيث يُصيب داء الملاريا الانسان عن طريق لدغة بعوضة الأنوفيليا”.

تأمل منظمة الصحة العالمية في خفض معدل الوفيات الناتجة عن الملاريا بنسبة 90% على الأقل بحلول سنة 2030. وأُعلن رسمياً منذ العام 2015 عن خلو عشرة بلدان من الملاريا، من بينها الأرجنتين والجزائر والصين.

شارك المقال