غوغل ومايكروسوفت… صراع جبابرة التكنولوجيا

حسين زياد منصور

أشعل الذكاء الاصطناعي الحرب على العديد من المهن والوظائف بسبب الثورة الكبيرة التي طرأت عليه خلال الفترة الماضية، فكان التقدم والتطور يزيدان من مخاوف الكثير من الناس لفقدان أعمالهم ووظائفهم، لهذه الأسباب وغيرها خرجت أصوات كثيرة من مستثمرين ورجال أعمال وخبراء لضرورة تقييد هذا التطور وإن كان لفترة معينة من الزمن.

الا أن الذكاء الاصطناعي أشعل الحرب أيضاً بين عمالقة التكنولوجيا، ومن بينهم غوغل ومايكروسوفت، اللذان يتنافسان الآن على مستقبل محركات البحث.

كان الواقع حتى فترة قريبة جداً أن لا أحد قادر على منافسة استحواذ غوغل وسيطرته في سوق البحث على الانترنت، لكن الفرضية تغيرت مع تزايد شعبية ChatGPT وتقديمه الكثير من الاجابات على الرغم من عدم صدقيتها في كثير من النقاط والمواضيع.

تمكنت مايكروسوفت من الضغط على غوغل، فدمجت التكنولوجيا التي طورتها OpenAI في محرك بحث Bing الخاص بها لاعادة اختراع أعمالها البحثية الأساسية للسماح بمزيد من المحادثات التي تم تمكينها بواسطة الذكاء الاصطناعي الابداعي.

أبي نجم: مايكروسوفت تفوقت على غوغل

المستشار في أمن وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي رولاند أبي نجم شرح في حديث مع “لبنان الكبير” عن هذا الصراع، قائلاً: “مايكروسوفت استثمرت في ChatGPT ودفعت ١٠ مليارات دولار وتقوم بنوع من الاندماج، وهي أصلاً تمتلك برامج ومن ضمنها Bing ومايكروسوفت اوفيس وغيرها والايميل الخاص بها مثل اوتلوك، وأقدمت على دمج الذكاء الاصطناعي في برامجها الخاصة، مثلاً محرك البحث Bing، لم يكن أحد يستخدمه بل كانت الناس تلجأ الى غوغل، لكن بعد الدمج مع ChatGPT، أصبح بإمكان الناس الى جانب البحث طرح الأسئلة للحصول على الأجوبة، لذلك أصبحت الشركة بنسبة كبيرة تستفيد”.

وسعى غوغل الى منافستها في هذا المجال، وتمكن من صناعة برامج ذكاء اصطناعي خاصة به والعمل على دمجه بجميع برامجه وكل ما يقدمه حتى في الايميل، وفق أبي نجم، الذي أشار الى أن “مايكروسوفت نجحت أكثر لأن ChatGPT كان أكثر استقراراً ومن أهم البرامج المتوافرة على الرغم المشكلات الموجودة فيه، والآن في مايكروسوفت أضافوا شيئاً جديداً وهو copilot أي أن يكون لديك مساعد الى جانبك أثناء عملك، فعلى سبيل المثال إن وصلك بريد الكتروني لست بحاجة الى الاطلاع عليه يمكنك الطلب من copilot أن يطلع عليه ويلخصه بعبارة واحدة وإعطاء أفضل رد على البريد الالكتروني، أي أنه يقوم بكل شيء”.

“يمكن اعتبار المنافسة بين مايكروسوفت وغوغل في هاتين النقطتين، أي في البرامج التي يمتلكانها وكيفية دمجها بالذكاء الاصطناعي والخدمات التي يقدمانها، لأن هذه الخدمات هي ما يستخدمها الناس” بحسب أبي نجم.

وكانت شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) الناشئة قد أطلقت نموذج الذكاء الاصطناعي القوي الذي يعرف باسم “شات جي بي تي-4″، ويعد أحدث تقنياتها، ويمثل تحسناً كبيراً عن الاصدار السابق المعروف باسم “جي بي تي-3.5” وأبهر المتابعين، خصوصاً أن هذا الاصدار كان مختلفاً عن سابقه ويعد أكثر دقة وثقة وابداعاً وقادراً على التعامل مع التفسيرات المعقدة بصورة أفضل من النسخة الثالثة.

شارك المقال