“أركتوروس” يقلق العالم… لم نخرج بعد من الغابة!

تالا الحريري

على الرغم من أن العالم كاد ينسى فيروس كورونا، الا أنه لا يزال يتحور بصمت، يثير خشية العلماء من جهة، بينما دول العالم وحكوماته غير مبالية بما قد ينتج عن اهمال هذا المتحور، ولم تتخذ إجراءات في هذا الموضوع من جهة أخرى، فمن منهم سيكون على حق مستقبلاً؟

منذ حوالي سنة انتفض العالم على فيروس كورونا قبل أن تظهر كل هذه المتحورات الجديدة، وقام بثورة قرر معها الغاء ما يسمّى بالحجر المنزلي، فطالما أن كورونا لن يختفي سنتعايش معه، ولكن لم تكد تمر فترة طويلة حتى شهد العالم خضّةً صحية جعلته مجبراً على الالتزام من جديد. فهل سنشهد هذه الكارثة مجدداً في ظل الاهمال المستمر ازاء تحور هذا الفيروس؟

المتحور الجديد الذي ظهر على الساحة أخيراً من السلالة الفرعية لمتحور “أوميكرون” سُمي بـ”أركتوروس” المعروف أيضاً باسم XBB.1.16، ويتألف من المتغيرات الفرعية BA.2.10.1 وBA.2.75، وهو مشابه للمتحور XBB.1.5، باستثناء أنه يحتوي على طفرة بروتينية إضافية واحدة. وقد أثار جدلاً في الفترة الأخيرة بعد أن كانت منظمة الصحة العالمية تراقبه منذ 22 آذار وشكّل موجة قلق، إذ من المتوقع أن يكون أشد عدوى بمقدار 1.2 مرة من متحور “كراكن”.

اكتُشف المتحور الفرعي، في أكثر من 20 دولة وهو واحد من أكثر من 600 متحور تم إنتاجها من “أوميكرون” حتى الآن، ومن بين أعراضه أنّه يسبب ارتفاعاً في درجة الحرارة، السعال، التهاب الملتحمة (المثير للحكة) أو كما تعرف بـ “العين الوردية”.

وحسب ما أشار خبراء الانتشار المستمر لمتحور “أركتوروس”، أن ذلك قد يعني عودة السكان الى ارتداء الكمامات في الأماكن العامة، إذا بدأ ينتشر هذا المتغير في جميع أنحاء العالم.

وقال رئيس منظمة SAGE المستقلة البروفيسور ستيفن غريفين: “قد يبدو هذا وكأنه عودة إلى العام الماضي، لكن الحقيقة هي أن الفيروس يستمر في إلحاق الضرر وأن الأشخاص الأقل قدرة على التأقلم يستمرون في المعاناة”.

وفي الهند، تسبب المتحور الجديد بإعادة تطبيق قوانين الكمامات. وأبلغت وزارة الصحة عن 40215 حالة إصابة بفيروس كوفيد نشط في 12 نيسان، بزيادة قدرها 3122 حالة في يوم واحد فقط، ما أدى إلى فرض أقنعة الوجه الاجبارية في بعض الولايات، وإعداد المستشفيات لاجراء تدريبات وهمية وزيادة إنتاج اللقاحات.

واعتبر عالم الفيروسات البروفيسور لورانس يونغ، من جامعة “وارويك” أن “ظهور المتحور الجديد في الهند هو علامة على أننا لم نخرج بعد من الغابة”.

 

شارك المقال