المُسنّون مغرمون أيضاً… بـ “تيك توك”!

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

إقتحم “تيك توك” كلّ منزل في العالم، ليُصبح التطبيق الأكثر انتشاراً عالمياً، مُحقّقاً أرقاماً كبيرة. واستطاعت الصّين أن تُسجّل هدفاً مميّزاً في شباك الاقتصاد العالمي، عبر نجاحها في استقطاب أكثر من مليار مُستخدم.

لكّن الجنون الحاصل على هذا التّطبيق دفع عدّة جهات الى المطالبة بحظره وخصوصاً عن الأطفال، الذين أصبح العالم يشهد وفاة عدد منهم جرّاء تحدّيات موجودة على “تيك توك”، اذ لا رقابة موجودة ولا قيود. غير أنّ دعوة الحظر هذه أتت على خلفية اتّهام التّطبيق بتسريب بيانات المستخدمين الشّخصية، فاعتبرت الولايات المُتّحدة أنّه يمس الأمن القومي، لذا مثل الّرئيس التّنفيذي لـ “تيك توك” أمام جلسة استماع في الكونغرس بهذه التهمة.

ولكن بعيداً عن المحاكمات، نرى ظاهرة جديدة ومنتشرة بقوة، وهي دخول المُسنيّن على هذا التّطبيق، بعد أن كان نوعاً ما حكراً على الأطفال والشّباب. فأصبحنا نرى عدداً كبيراً من الكبار في السّن يمضون ساعات يشاهدون الفيديوهات، ومنهم من أصبح خبيراً لدرجة تسجيل مقاطع وتنزيلها.

اعتماد الصّغار على المُسنّين لجلب المشاهدات

بنظرة سريعة على الحسابات الموجودة، نرى منها ما يعتمد محتواه بصورة أساسية على تصوير مقاطع مضحكة بين شخص صغير في السنّ وآخر مسن من العائلة، فيتشاركان التّحديات والـ”تراندات”، ويصّوران مقاطع تمثيلية ضمن حبكة فكاهية، ما يجعلها مادة للضحك تلقى استحسان المُشاهدين. وهنا ينقسم المتابعون الى قُسمين، قسم يعتبر أن هذا أمر طبيعي ومُضحك، وقسم ثانٍ تستفزه المشاهد مُعتبراً أنّه استغلال للكبار وتشويه صورتهم. كما تتفاوت التعليقات على الفيديوهات بين مؤيّدين ومعارضين للمُحتوى، وتقول احدى الفتيات الّتي تُسجّل مقاطع مع جدّها المُسن على “تيك توك”، انّها لا ترى أنّ هذا الأمر يُسيء اليه، بل على العكس، فإنّه يُقضي وقته في الضّحك، ويشعر بالسّعادة لمشاركتها الفيديوهات، وتضيف أنّها لا تستغلّه، بل تسجل المقاطع وتعرضها بموافقته.

ساعات وساعات… على “تيك توك'”

في صورة أصبحت نمطيَة بعض الشيء، أصبحنا نرى مسّنين أكثر يستخدمون التّطبيق، ويقضون ساعات وساعات يشاهدون المقاطع المنتشرة. فميزة هدا التطبيق أنّه يُقدّم محتويات مختلفة، وكل شخص قادر على إيجاد ما يناسبه. تقول أمل، وهي في العقد السابع من عمرها، أنّها تُشاهد مقاطع من الطبخ على “تيك توك”، فتُتابع حسابات مُتعلقّة بعالم المطبخ وتشعر أنّها تستفيد، كما تشاهد أيضاً مقاطع مضحكة، فتقضي وقتها في البيت وكأنّها برفقة أحد ما. وتضيف: “أشعر وكأنّني مُتّصلة بالعالم، فهذا التّطبيق سهل الاستخدام، وهناك الكثير من الفيديوهات”.

ومن ضمن المؤثّرين على هذه المنّصة، المُسنّة الألمانيّة اريكا ريشكو، البالغة من العمر ٨٢ سنة، والتي تُشارك مقاطع لها خلال ممارستها الرّياضة، فحصدت اعجاب الملايين حتّى أصبحت من الموجودين بقوّة على التّطبيق.

وعن رأي المعالجين النّفسيين، ونظرتهم الى الموضوع، تعتبر المعالجة النّفسية جينيفر خون، أنّ دخول المُسنّين عالم السوشيال ميديا أمر طبيعي مع تطوّر التكنولوجيا وتقدّم العمر. فلم تعد المنصّات حكراً على فئة، بل مع سرعة الحياة أصبح الأبناء يتواصلون مع أهلهم من خلال التطبيقات والانترنت، ما يدفع المسنين الى استكشاف المواقع الموجودة، فيشعرون أنّهم على صلة بالعالم وهذا الأمر ليس سيئاً.

شارك المقال