الفاكهة الموسمية “شم ولا تدوق”… والأسعار خيالية!

راما الجراح

تُعدّ الفاكهة الموسمية مصدراً غنياً للعناصر الغذائية الفريدة والمتنوعة، وتتميز معظمها بالسعرات الحرارية المنخفضة مثل الجنارك، وتحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم والحديد مثل الأكي دنيا، اضافة الى مواد مضادة للسرطان. ويُنصح بتناول هذه الفاكهة خصوصاً الصيفية منها كونها تقي من الاصابة بالأمراض، وتحد من انتقال الفيروسات وتعمل على تخفيف الالتهابات.

وعلى وقع الأزمات المعيشية والاقتصادية التي يشهدها لبنان، والارتفاع الجنوني في الأسعار، وبعد جولة على عدة محال للخضار، تبيّن التفاوت في أسعار الفواكه بصورة كبيرة، وطبعاً بين الفاكهة المحلية الانتاج وتلك المستوردة، وبين الاكسترا والعادية كما يسميها الخضرجي. وعلى الرغم من أن هذه الفواكه لا تعتبر أساسية بل “شبرقة” بحسب عدد من المواطنين، إلا أنها ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها بصورة كاملة “ولو بدنا نشتري بالحبة” على حد قولهم!

ومع بداية موسم الجنارك في لبنان، أصبح يباع في المحال بصورة مبالغ فيها، اذ كانت المفاجأة أن البعض مستعد لبيع ٦ حبات منه بـ ١٨٠ ألف ليرة، في الوقت الذي يبلغ فيه سعر الكيلو ٧٥٠ ألفاً في المحل نفسه، وكيلو الاكي دنيا ٤٥٠ ألفاً، بينما يبيع صاحب “تعاونية المرج” كيلو الجنارك بـ ٣٠٠ ألف، الاكي دنيا بـ ١٠٠ ألف، الفريز والأفوكادو بـ ٢٥٠ ألفاً والكيوي بـ٢٠٠ ألف. وأوضح أحد عمال المحل لموقع “لبنان الكبير” أن “الأسعار تتغير مع تغير الدولار، وهناك أسعار خيالية للفاكهة الموسمية في السوق، أما عندنا فالأسعار مقبولة لأن محلنا في شارع شعبي ونشتري الفواكه العادية وفي الوقت نفسه لذيذة وبسعر مغرٍ، ولكن البضاعة نفسها في محال أخرى تباع بأضعاف الأسعار التي نبيعها في محلنا وهذا حرام وجريمة بحق المواطنين الذين سيحرمون من تناول هذه الفاكهة بسبب غلاء أسعارها، فحبة التفاح الأجنبي المستورد سعرها ١٠٠ ألف ليرة ويباع الكيلو منه مثلاً بـ ٨ دولارات”.

وأشار رئيس تجمع مزارعي البقاع إبراهيم ترشيشي الى أن “من الطبيعي أن تكون أسعار الفاكهة الموسمية أغلى من غيرها، وهذه الأصناف تعد فواكه غير أساسية، وهناك دائماً في السوق الانتاج المحلي والمستورد، والمزارع عادة له حرية قطاف الموسم باكراً أو تركه لينضج أكثر وذلك بحسب الأسعار ليتمكن من بيع منتجاته قبل الاستيراد من الخارج وخصوصاً الجنارك، اللوز والاكي دنيا”.

وقال في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “لا شك في القريب العاجل سيتم إدخال جميع أنواع الفاكهة من الخارج وطبعاً كالعادة هذا سيؤثر سلباً على المزارع الذي اعتاد على عدم تصريف موسمه، لذلك اليوم جميعنا أمام هذا التحدي لمحاولة بيع أكبر كمية ممكنة”. وبالنسبة الى الأسعار وصفها الترشيشي بـ”الخيالية وغير المقبولة والبعيدة كل البعد عن الواقع”، معتبراً أن “الموضوع اليوم يعتمد على المواطن الذي يجب أن لا يقبل بهذا الغلاء ولا يدفع السعر نفسه الذي يقال له بل يحاول كسره قدر المستطاع، لأن التاجر ربحان ومكتر بجشعه الذي لا ينتهي!”.

ليس من الضروري أن تغرنا أشكال المحال التجارية الفخمة حتى نتأكد من أن الفاكهة طازجة وتستاهل سعرها! فالبضاعة نفسها يمكن أن تجدها في محل صغير وبأرخص الأسعار، على أمل أن لا يكون موسم الفاكهة الموسمية “شم ولا تدوق”، ونستمتع بمذاقها ونستفيد منها.

شارك المقال