ليست المرة الأولى التي تعلن فيها منظمة الصحة العالمية نهاية كورونا كحالة طوارئ عالمية وذلك بعدما اجتمعت لجنة الطوارئ التابعة للمنظمة واتخذت هذا القرار. وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس “انتهاء كوفيد-19 كحالة طوارئ صحية دولية”، موضحاً أن “إنهاء حالة الطوارئ لا يعني انتهاء التهديد الذي يمثله كورونا على الصحة العالمية”.
الا أن ذلك يأتي في ظل التحور الكثيف لـ “أوميكرون” وظهور متحوره “أركتوروس” مؤخراً الذي اكتشف في أكثر من 20 دولة، وكان ذلك منذ أسبوع عندما أعلن عالم الفيروسات البروفيسور لورانس يونغ، من جامعة “وارويك” أن “ظهور المتحور الجديد في الهند هو علامة على أننا لم نخرج بعد من الغابة”. وقد أثار جدلاً في الفترة الأخيرة بعد أن كانت منظمة الصحة العالمية تراقبه منذ 22 آذار وشكّل موجة قلق، إذ من المتوقع أن يكون أشد عدوى بمقدار 1.2 مرة من متحور “كراكن”.
في هذا السياق، يشرح رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عاصم عراجي لـ “لبنان الكبير” ما هو هذا المتحور الجديد ولماذا اتخذت الصحة العالمية هذا القرار، قائلاً: “الشوكة الموجودة في الفيروس تسمّى بالشوكة البروتينية تحدث عليها تغييرات بالبروتين الموجود نسميها mutation (طفرة). حدث mutation على المتحور أوميكرون سميناه XBB1.16 اركتوروس”.
ويشير الى أن “منظمة الصحة العالمية أصدرت هذا البيان بإعلان نهاية كورونا حالة طوارئ عالمية، مع العلم أنّ هناك وجود للمتحور اركتوروس في الهند وهو سريع الانتشار لكن لغاية الآن من غير الواضح اذا كانت عدواه خطيرة كبقية المتحورات السابقة. لذلك، لم يعد هناك داعٍ لأخذ أي اجراءات حول فيروس كورونا، وفي النهاية منظمة الصحة العالمية هي من تقرر”، لافتاً إلى أنّ “فيروس كورونا بات كالرشح قد يؤذي الكبار في السن ومن لديه مشكلات في الرئتين ونقص في المناعة. كما أنّ عوارض اركتوروس تتشابه مع جميع متحورات كورونا السابقة إضافةً إلى عارض جديد وهو التسبب باحمرار في بياض العين والحكة”.
وأظهرت بيانات منظمة الصحة العالمية أن معدل الوفيات بسبب المرض تباطأ من ذروة بلغت أكثر من 100 ألف شخص في الأسبوع في كانون الثاني 2021 إلى ما يزيد قليلاً عن 3500 في الأسبوع المنتهي في 24 نيسان 2023.