المخيمات والنوادي الصيفية… عبء مالي يرهق الأهل

جنى غلاييني

ينتهي موسم شتوي كان حافلاً بالدراسة والأقساط والأشغال والمتاعب ولا سيما الاضرابات، ليبدأ موسم صيفي مفعم بالأنشطة والمخيمات الصيفية والترفيه، وفي كلا الحالتين على اللبناني أن يدفع ما في جيبه.

فالالتزام بدفع الأقساط المدرسية يقابله دفع اشتراكات شهرية في المدارس أو المخيمات الصيفية في حال رغب الأهل في إعطاء أطفالهم مساحة من المرح واللعب والتعلم، لكن مع الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، يأتي الموسم الصيفي “نارياً” أكثر من الذي مضى، فاللبنانيون كانوا ولا يزالون يعانون من الأوضاع المعيشية الخانقة ومن عدم قدرتهم على تحمل تكاليف اضافية، ومن الكماليات هذا الصيف تسجيل الأطفال في مخيمات صيفية أو نوادي سباحة أو رياضة لتمضية أوقات جميلة تنسيهم تعب السنة الدراسية.

في حديث مع شربل م. مدير إحدى المدارس الصيفية في بيروت، يشرح لموقع “لبنان الكبير” عن استعداداتهم للموسم الصيفي، قائلاً: “كل سنة تختلف معنا الأمور، وبالتأكيد هذه السنة ليست كالتي قبلها، فالسنة الماضية كان أعداد الأطفال المشتركين لا بأس به، لكن على ما يبدو أن الاشتراك في أي مخيم صيفي سيكون عبئاً ثقيلاً نوعاً ما على جيبة اللبناني الذي اعتاد على تسجيل أطفاله في المخيمات الصيفية، فالاشتراكات هذه السنة لن تقل عن 70 و80 دولاراً في الشهر، والكلفة توضع بصورة مدروسة جداً بحيث هناك رواتب الموظفين في المخيم الصيفي الى جانب الأنشطة التي تقام وغيرها من الأمور التي تؤخذ في الحسبان”.

ويلفت الى أن “العديد من المخيمات والمدارس الصيفية قد تقفل أبوابها هذا العام والسبب يعود الى عدم وجود أعداد مسجلة بصورة كافية أو لعدم تمكن صاحب المخيم من دفع مصاريف تساعد على استمراريته، لذا نجد الكثير من اللبنانيين تراجعوا عن فكرة تسجيل أبنائهم في أماكن الترفيه لعدم قدرتهم على تحمل المزيد من التكاليف، الأمر الذي قد يتسبب بإقفال المدارس والمخيمات الصيفية أبوابها لأجل غير مسمى”.

ويوضح عثمان ق. مدرب سباحة في أحد نوادي السباحة كيفية تأثّرهم بالأوضاع الحالية، قائلاً: “الوضع لم يكن هكذا سابقاً، ففي كل سنة تقل أعداد المشتركين، وأنا كمدرب كنت أتسلم تدريب 7 تلاميذ في اليوم الواحد وأتقاضى 10 دولارات على الساعة، أما اليوم فأدرب 3 تلاميذ فقط ولا زلت أتقاضى المبلغ نفسه على الساعة، الأمر الذي أحدث فرقاً كبيراً في كل شيء”.

سارة مروة، موظفة وأم لثلاثة أطفال اعتادت أن تسجلهم في مخيم صيفي، لتمضية الوقت والتسلية، الا أنها لن تستطيع ذلك هذا العام، وتقول: “على الرغم من عملي أنا وزوجي إلّا أننا لا نتمكن من دفع المصاريف، فلم ننتهِ بعد من الأقساط المدرسية لكي نفتح باباً جديداً، وعلى ما يبدو لست قادرة على تأمين سعادة أطفالي هذه السنة، لكن بالتأكيد سأعمل على إيجاد مخيم صيفي بأسعار مقبولة تخوّلني تسجيلهم”.

أما نور شومان، أم لطفلين فتشير الى أنها غير مستعدة لمصاريف أطفالها هذه الصيفية، فهي أيضاً معتادة على تسجيلهم في مخيم صيفي لمدة ثلاثة أشهر، لكن بعد إطلاعها على تكاليف التسجيل تمهلت قليلاً، وتقول: “كنت معتادة على حجز أماكن لأطفالي في مخيم صيفي قبل انتهاء العام الدراسي، لكن أسعار التسجيل مخيفة وأقلها 100 دولار شهرياً أي 300 دولار للطفل الواحد لمدة ثلاثة أشهر، وأنا لدي طفلان ما يعني دفع 600 دولار وهذا أمر غير مقبول ولست مستعدة له. لذا أبحث عن أمور أخرى تجدي نفعاً وأقل تكلفة، وحتى الآن وجدت نادياً لتعليم السباحة تكلفة التسجيل فيه تصل الى 70 دولاراً للطفل الواحد مع حسم لكوني أرغب في تسجيل طفلين”.

شارك المقال