اليوم العالمي للتمريض… الجنود المجهولون يعانون في لبنان

تالا الحريري

يصادف 12 أيار اليوم العالمي للتمريض، الذي يحتفل به كل عام في جميع أنحاء العالم للتنويه بإسهامات الممرضين في المجتمع، ويحمل هذا العام شعار: “ممرضاتنا.. مستقبلنا”. واعتمد هذا التاريخ في العام 1974 للاحتفال بيوم الممرضين لأنه يوافق الذكرى السنوية لميلاد “فلورنس نايتينجيل” التي اشتهرت بأنها مؤسسة التمريض الحديث. تكمن أهمية هذا اليوم في وجود أهم طاقم في العمل الطبي الذي لا يمكن أن ينجح أي طبيب من دونه ولا تكتمل المستشفيات والمستوصفات الا بهؤلاء الجنود المجهولين، لكنهم اليوم متضررون مثلهم مثل الأطباء وربّما أكثر جراء الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يمر به لبنان إلى جانب عدم تحصيلهم حقوقهم ورواتبهم المتدنية وتعرضهم للاعتداءات المستمرة.

عبد الله: غبن وظلامة يلحقان بالممرض

“لا يمكن فصل الطبابة والعناية الصحية عن التمريض. فعمل الطبيب والجهاز التمريضي عملان ملتصقان مكملان لبعضهما البعض، ولا يكتمل العمل الطبي الصحيح الا بعناية تمريضية سليمة”، بحسب ما يقول رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور بلال عبد الله لـ”لبنان الكبير”،مشيراً إلى أنّ “هذا الموضوع مركزي، ونعتبر اليوم العالمي للتمريض هو يوم عالمي للعناية الطبية”.

ويؤكد أن “الطبيب يقوم بواجبه الانساني ومهنته ورسالته عادة، لكن من يتابع الرعاية هو الجهاز التمريضي، الذي يعاني ما يعانيه بسبب تراكم الأزمة الاقتصادية – الاجتماعية. فهناك غبن وظلامة يلحقان بعدد كبير منهم خصوصاً في المستشفيات. للأسف نشهد هجرة الكثيرين منهم الى خارج لبنان أو النزوح من مستشفيات إلى أخرى، لكن المعاناة في الاطار العام شاملة في المجالين العام والخاص”.

ويشدد عبد الله على أنّ “هذا الموضوع موضع اهتمام خاص بالنسبة الينا كلجنة صحة. ونعمل مع نقابة الممرضين على معالجة ما يمكن من المسائل في الاطار التشريعي”.

ويشرح الممرض المجاز محمد الحاج معاناته لـ”لبنان الكبير”، فيلفت الى أنّ “التمريض كان خط الدفاع الأول للحد من تفشي كورونا وكنا كطاقم تمريضي بمثابة أهل المريض لفترة أقلها 14 يوماً. كنا نعمل على كل الجوانب الصحية والنفسية والانسانية، لكن لم تعد لدينا القدرة على الاستمرار في لبنان بسبب الأجور المتدنية التي لا تتلاءم مع مجهود الممرض”.

ويضيف: “الجميع يسافر، والموجود هنا يعمل في مستشفى أو اثنين حتى يؤمن أقل حاجاته. أعتقد أنّ التمريض هو الأساس لشفاء كل مريض. في الكثير من الأوقات نشعر بالفشل في العناية المشددة عندما لا ننجح في انقاذ المريض، لكن في الوقت نفسه عندما يطلب أحد منا المساعدة نشعر بأهمية اكمال هذا الطريق”.

شارك المقال