نفاد المخزون يهدد حياة مرضى غسيل الكلى… هل تنفع المناشدات؟

راما الجراح

معاناة مرضى غسيل الكلى في منطقة عرسال في البقاع الشمالي ليست جديدة، فبعد أن فتحت أبواب المركز بمبادرة من مفتي بعلبك – الهرمل بكر الرفاعي، ها هو اليوم مهدد بالاغلاق مجدداً بسبب نفاد المخزون، وعدم قدرته على الاستمرار في معالجة المرضى بصورة مجانية. ويعتبر مركز غسيل الكلى في هذه المنطقة الأمل الوحيد للأهالي من الجنسيتين اللبنانية والسورية لمعالجة مرضاهم من دون أي تكلفة تُذكر، والمطالبات بدعمه من أي جهة كانت لضمان صحة المرضى وأن لا تصل الأمور إلى إغلاق أبوابه مجدداً في وجههم.

وأكد صاحب المركز عمير الحجيري “أننا نستطيع الاستمرار في مركز غسيل الكلى لمدة أسبوع تقريباً كحد أقصى. كنا نستمد الدعم من الهلال الأحمر الكويتي، والصليب الأحمر اللبناني، وكانت كل احتياجات المرضى والمركز مؤمنة، من تكاليف، مواد، معدات طبية، ومواد استهلاكية، ومحروقات، ومنذ ستة أشهر توقف الدعم بصورة نهائية من كل الجهات، وحتى الآن لا نزال نعمل بالمخزون الموجود لدينا، ولكن لن يكفينا لأكثر من أسبوع بدءاً من اليوم”.

وقال في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “الموضوع خطير جداً، وسيهدد حياة المواطنين من الجنسيتين اللبنانية والسورية المستفيدين من هذا المركز في منطقتنا، وبكل صراحة حتى الآن لم أتخذ قراراً واضحاً بعد حول الاستمرار في فتح المركز هذا الأسبوع، أو الإبقاء على ما تبقى من مخزون للحالات الطارئة. عموماً وبغض النظر عن طريقة الاستعمال، أوشك المخزون على النفاد، وفي حال لم يأتِنا أي دعم من أي جهة فسنضطر الى اغلاقه وسيُترك المرضى لمصيرهم، لذلك نتمنى على كل المعنيين والجمعيات مساعدتنا من خلال الكشف على المركز والتأكد بأنفسهم من احتياجاته لانقاذ حوالي ٢٧ مريضاً في عرسال يحتاجون إلى جلسات غسيل كلى كل فترة”.

وأوضح الناشط أحمد حمزة، المطلع على هذا الملف عن كثب أن “هناك حوالي ١١ مريضاً حالتهم حرجة ويحتاجون الى جلسات غسيل كلى كل أسبوع تقريباً، وفي حال نفاد المواد ولم يدعم المركز ستصبح حياتهم في خطر، ولا يخفى على أحد الوضع المأساوي الذي يعيشه المواطنون عموماً في لبنان، وجميعهم لا يملكون القدرة المادية لتلقي العلاج في أي مركز آخر، من ناحية تكلفة الجلسات، والمواصلات، وأقرب مركز من عرسال هو في الهرمل، وهناك زيادة تعب على المريض بسبب مسافة الطريق التي تتعدى الساعة ونصف الساعة، وجميعنا يعلم أن المريض بعد جلسة غسيل الكلى يكون منهكاً جداً وهناك مشقة كبيرة عليه”.

وأشار إلى أن “هناك أناساً بحاجة الى غسيل كلى ثلاث مرات في الأسبوع، واضطرت في الفترة السابقة التي أغلق فيها المركز مؤقتاً بسبب الماديات إلى القيام بجلسة واحدة فقط في الأسبوع وطبعاً هذا خطير جداً. نحن اليوم نستغيث، ونطلب من الجمعيات أن تساعدنا لتخطي هذه المحنة، ولو أرادوا الاشراف على المركز لا مشكلة لدينا فصحة المواطنين أهم، وهدفنا الأساس الاستمرار في هذا القسم فقط لا غير”.

الوضع جدّي وخطير وصحة المواطنين “بالدق”، فهل ستنفع كل هذه المناشدات لاستمرار العمل في هذا المركز أَم سيلقى مصير هذا البلد المُنهك سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً ومعيشياً؟

شارك المقال