المناخ يزيد مخاطر وفاة الملايين سنوياً

تالا الحريري

يعتقد البعض أنّ الموت قد يكون بسبب الأمراض أو حوادث السير أو الانتحار وغيرها… لكن التغير المناخي قد يكون عاملاً رئيساً أيضاً في ارتفاع نسب الوفاة سواء كان حاراً أو بارداً، وهذا ما أشارت اليه منظمة الصحة العالمية من مخاطر وقوع أكثر من تسعة ملايين وفاة سنوياً على صلة بالمناخ بحلول نهاية القرن.

وتتأثر مناحي الصحة كافة بالتغير المناخي، من الهواء والمياه والتربة النظيفة، إلى الأجهزة الغذائية وسبل الحياة، بحسب تقرير الاحصاءات الصحية العالمية، الذي نشرته المنظمة، محذرة من أن “المزيد من التأجيل في التصدي للتغير المناخي سوف يزيد من المخاطر الصحية، وسيقوّض عقوداً من التحسين في مجال الصحة العالمية، ويتعارض مع التزاماتنا الجماعية”.

وعلى الرغم من أن الدول الأفريقية والأمم الأكثر فقراً والدول الجزرية النامية الصغيرة كانت الأقل إسهاماً تاريخياً في الانبعاثات العالمية، فإنها تواجه الحجم الأكبر من التداعيات الصحية الناجمة عن التغير المناخي، بحسب التقرير.

وفي هذا الاطار، أوضحت الخبيرة في تغير المناخ والمرونة د. ريم خميس في حديث لـ “لبنان الكبير” أنّ “تغير المناخ يؤدي إلى أمور كثيرة أولها زيادة في الشدة والتردد يعني في قوة العواصف وكثرتها، يعني عند اشتداد العواصف من الممكن وقوع أشجار، انقطاع التيار الكهربائي، انزلاق التربة وغير ذلك من المشكلات ما يؤدي إلى حوادث وموت أشخاص، خصوصاً الكبار والصغار في السن دون السنتين الذي يكونون معرضين أكثر، ومن لديهم أمراض مزمنة أو أمراض في التنفس هم الأكثر عرضة لأنّ دقات القلب وحالات الاختناق تزداد عند ارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي تزداد أسباب الموت. فعلى سبيل المثال مرّت موجة حر في أوروبا عام 2003 زادت فيها نسبة الوفيات بين 60 و80 ألفاً”.

وأشارت الى أن “هناك أيضاً مشكلة النقص في المياه أو الطوفان وذلك عند ارتفاع درجات الحرارة تقل المياه الجوفية وتتبخر، وهذه المياه المتبخرة تنزل من جديد ولكن بقوة أكبر. عندما يحصل سيلان أو شح في المياه، نوعيتها تتلوث، وهذا يؤدي إلى أمراض مثل الكوليرا وتزيد نسب الاصابة. كما تؤثر هذه المياه على المحاصيل الزراعية ما يؤثر على الأمن الغذائي، اضافة الى مشكلات انخفاض الحرارة الذي يؤدي إلى الموت بسبب البرد في ظل انقطاع التيار الكهربائي وعدم التمكن من تشغيل التدفئة. وهناك السيول التي يمكن أن تعرقل وصول الاسعاف إلى المكان المطلوب”.

وأوضحت أنّ “نسبة حرائق الغابات متوقعة أن تزداد في ظل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، فيكون الطقس ملائماً أكثر لها. وشهدنا ذلك في لبنان في السنوات الأخيرة في آب وأيلول، عندما تزداد هذه الظاهرة يتنشق الناس هذا الدخان ما يؤدي إلى أمراض كما أنّ من الممكن أن يموت أحد بسبب الحرائق”.

شارك المقال