أجهزة لاستخدامات خاصة… من يستعملها ولماذا؟

ليال نصر
ليال نصر

يستخدم الأشخاص ذوو الاعاقة أجهزة مختلفة عن الأخرى بحسب نوع الاعاقة. وهناك من يحتاج إلى أكثر من جهاز إذا كانت الاعاقة مركّبة أي إعاقة مزدوجة أو حركية مع نطق. فمنهم من يستعمل الكراسي المدولبة أو الكهربائية بأحجام مختلفة تتناسب مع وزن ذوي الاعاقة وحاجته إلى الحركة والسفر خصوصاً إذا كانوا مندمجين في سوق العمل، ومنهم من يضع الأطراف الصناعية التي يمكن أن تكون في الرِّجل أو اليد.

ويضع المصابون بشلل الأطفال وخصوصاً العاملون منهم، جهازاً مخصصاً لحالتهم orthosis يكون مصنّعاً يدوياً لهم إما من الألومنيوم أو البلاستيك أو المادتين معاً. وهذه الأجهزة عموماً يمنع منعاً باتاً لبسها لأكثر من ثماني ساعات لأنها تسبب تقرحات وحساسية في الجلد، وبعد وقت معين تكون مزعجة جداً خصوصاً في فترة الصيف وكذلك في الشتاء لأنها تسبب انخفاضاً كبيراً في حرارة الجسم ما يتطلب نزعها، وهي عبارة عن أطراف تساعد على الوقوف أو المشي خطوات معدودة حسب قدرة الشخص.

وهناك أطراف خاصة بالأشخاص الذين بترت أطرافهم وهي غالية الثمن خصوصاً إذا كان فيها كف إلكتروني، وكلما تطور الجهاز أصبح سعره باهظاً وهنا نتكلم عن أسعار تتجاوز الألف دولار.

إلى ذلك، يحتاج بعض ذوي الاعاقة الى العكازات تحت الابطين أو العكازات القصيرة التي تمسَك باليد، وكلاهما يحتاج إلى تغيير للجلود الخاصة في أسفلها بعد فترة من الاستخدام حسب حركة الشخص على الطرق.

وتلفت مؤسسة ومديرة جمعية “حل تك” آمال شريف لموقع “لبنان الكبير” إلى أن هذه الجلود وكذلك العكازات والكراسي والأجهزة ذات الجودة والنوعية الممتازة والسهلة الاستخدام، أصبحت منذ بدء الأزمة الاقتصادية، غير متوافرة في السوق أو في الجمعيات لأن تكلفتها بآلاف الدولارات وعادة ما يتم توفيرها من خلال أشخاص في دول الاغتراب.

كذلك، فإن واحدة من الأجهزة التي يواجه الناس صعوبة في الحصول عليها وبات غلاء أسعارها لافتاً هي أجهزة السمع، وهناك بعض الأنواع التي لم يعد محتاجوها يجدونها في السوق أو أنهم يملكون الجهاز لكن لا يجدون البطاريات الملائمة له. وهذا النقص ينعكس سلباً على الأشخاص ذوي الاعاقات خصوصاً أن الشركات لم تعد تستورد هذه الأجهزة إلا من الصين نتيجة الأزمة الاقتصادية فيضطرون للجوء إلى طلبها من معارفهم المسافرين كي يؤمنوها لهم.

النوعيات ذات الجودة العالية غير متوافرة

وفي اتصال مع “أركونسيال” كان تأكيد المؤكد، إذ إن وزارة الشؤون الاجتماعية لم تعد تقدم جميع الخدمات اللازمة للجمعيات منذ بدء الأزمة في العام 2019 وبما أن هناك شحاً في تقديم التبرعات المالية أيضاً، تضطر الجمعية الى شراء الحفاضات بصورة دائمة لتأمينها للمحتاجين، والجلود المستوردة من الصين متوافرة، أما الكراسي المتحركة فهناك تأخير في تسليمها ما يجبر المحتاجين إليها على انتظار دورهم ليتمكنوا من الحصول عليها.

كذلك، يشير المدير التنفيذي لجمعية “مساواة” قاسم صبّاح لموقع “لبنان الكبير” الى أن الجمعية لا تزال تقدم خدماتها الى ذوي الاعاقة لكن هناك تأخير في تسليم المعدات إما لعدم وجودها في السوق أو بسبب التأخير في المعاملات البنكية، ولأن التمويل يحتاج الى أعداد كبيرة للمستفيدين فتضطر الجمعيات الى شراء معدّات تكلفتها بين 150 دولاراً إلى 1500 دولار لتلبية الأعداد المطلوبة من الممولين.

صعوبة في صيانة الأجهزة

توضح شريف أن صيانة الأجهزة والكراسي أصبحت أصعب من قبل بسبب انقطاع المواد من السوق وعدم توافر النوعيات الجيدة بسبب الأزمة الاقتصادية وخصوصاً بعد جائحة كورونا، لافتة إلى أنه بعد انفجار مرفأ بيروت، كانت هناك أجهزة كثيرة في السوق خصوصاً الكراسي المتحركة بحيث استطاع المحتاجون إليها تأمينها لكن المشكلة أنه منذ تلك الفترة يعاني اللبنانيون انقطاع الكهرباء، فتتضرر الكراسي أكثر بسبب استعمالها على الدرج وهذا يعرّضها للخلل في مفاصلها بسرعة نتيجة الاستهلاك المفرط صعوداً ونزولاً فيحتاج الشخص الى تبديلها.

تجدر الاشارة إلى أنه على الرغم من الصعوبة في إيجاد بعض الأجهزة التي لم تعد توفرها الوزارة المعنيّة في هذا الشأن، إلا أن بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية لا تزال تؤمن الأجهزة كالعادة خصوصاً أن الكراسي الرخيصة السعر كالتي نجدها في المطار والمستشفيات تكون ثقيلة ويصعب جرّها في ما يجب أن تكون الكراسي التي يستخدمها ذوو الاعاقة سهلة الدفع والجر وإلا تتضرر عضلات اليدين نتيجة الاستخدام المفرط.

شارك المقال