فلتحرس بيروت روحك

لينا دوغان
لينا دوغان

رحل عن بيروت مؤرخها د. حسان حلاق. رحل من كتب بيروت المحروسة والتي كانت دائماً بنظره بيروت العروسة التي كتب عنها وعن تاريخها وتاريخ عائلاتها بكل جوارحه وغلب على حبره حبه وشغفه ببيروت… خسرت بيروت مؤرخها الذي أعطى لتاريخها وأهلها وعائلاتها جلّ اهتمامه البحثي والتعليمي في مسيرة علمية أكاديمية طويلة، ومثمرة، بحيث وضع من المؤلفات ما يوثّق لحقبات من تاريخ بيروت ولبنان والعالم العربي على امتداده وعمق تاريخه.

حسان حلاق الكاتب والأكاديمي هو إبن بيروت وتحديداً طريق الجديدة، حاصل على دبلوم في الدراسات الاسلامية ثم ماجستير في التاريخ العام، ودكتوراه من جامعة الاسكندرية.

له أكثر من خمسين مؤلفاً في مواضيع تاريخية وإسلامية، ترجم العديد منها إلى الألمانية والانكليزية والتركية، من أبرزها: دور اليهود والقوى الدولية في خلع السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش، تعريب النقود والدواوين في العصر الأموي، دراسات في تاريخ لبنان المعاصر، بيروت المحروسة في العهد العثماني، تاريخ الشعوب الاسلامية، موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية، المعجم الجامع في المصطلحات الأيوبية والمملوكية والعثمانية ذات الأصول العربية والفارسية والتركية.

هذه المؤلفات والدراسات التي كتبها د. حلاق اعتمدها الكثير من المستشرقين الألمان والأميركيين والفرنسيين والإيطاليين والبريطانيين .كذلك، أخذ بها المؤتمر العلمي الذي عقد في برلين عام 1988 والندوات العلمية الألمانية، لفهم تاريخ لبنان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. واستخدمها المؤتمر العلمي الذي عقد في لندن عام 1991، كما فعلت المؤتمرات العلمية التي عقدت في فرنسا وإيطاليا وبيروت .

اشتهر عن د. حلاق، أنه قام عبر سنوات بتصحيح جوانب مهمة من التاريخ العثماني وتاريخ بيروت ولبنان وفلسطين .

تبوأ العديد من المناصب الأكاديمية والعلمية والثقافية وأيضاً المناصب العامة، وحصل على العديد من دروع التكريم والتقدير. تحدث عن بيروت كثيراً، وكان أول من قدم برنامجاً تلفزيونياً عنها وعن تاريخها وتراثها تحت عنوان “أوراق بيروتية”.

كانت بيروت موجودة معه أينما ذهب، يحدث بها في كل زمان ومكان. كان يتنفس “بيروت” وها هي ورقة من أوراق بيروت تسقط في الربيع، وبيروت الحزينة، حزينة أكثر على غياب من كتبها بحبره وأرّخها بعشقه لها… وداعاً أستاذي حسان حلاق.

شارك المقال