بدائل السكر… لا فائدة فعلية منها والأفضل عدم تناولها!

تالا الحريري

يستخدم عدد غير قليل من الناس بدائل السكر، وهي المواد المضافة الى الأغذية، وتعتبر مادة محلية من ناحية التذوق لتعوض مكان السكر وهي أقل منه في السعرات الحرارية، والبعض من هذه البدائل يعدّ طبيعياً والبعض الآخر مصنعاً. 

تصنف بدائل السكر في مجموعتين هما: المحليات عالية الكثافة التي تتضمن السكرين، الاسبارتام، أسيسلفام، البوتاسيوم، السكرلوس، النيوتامي والأدفانتامي، كما تتضمن الستيفيا ومستخلص فاكهة سيريتيا جروسفينوري التي تعرف بفاكهة الراهب. والمجموعة الثانية هي الكحولات السكرية التي تتضمن السوربيتول، اللاكتيتول، الزايليتول، المانيتول، الاريثريتول والمالتيتول. 

تعتبر الكحولات السكرية كربوهيدرات تشبه السكر، لديها طعم أكثر حلاوة منه بنسبة 25% إلى 100%، لكنها في الواقع لا تخلو من السعرات الحرارية، فمعظمها يحتوي على ما بين 1.5 و2 سعرة حرارية لكل غرام. فعلى الرغم من أن الكحولات السكرية تحتوي على سعرات أقل، إلا أنّها لا تزال تتسبب بارتفاع معدل السكر في دم المريض خصوصاً إذا تناولها بإفراط، لأنّها تحتوي على كميات أعلى من الدهون أو الأملاح لتعويض محتوى السكر المنخفض. كما أنّ الشخص يمكن أن يشكو من مشكلات في الجهاز الهضمي مثل الغازات والتشنج والاسهال.

الصحة العالمية تمنع 

ودعت منظمة الصحّة العالمية مؤخراً إلى الامتناع عن استخدام بدائل السكر نهائياً بهدف التحكم بالوزن. وتشير مجلة Medical Xpress إلى أن الخبراء توصلوا، استناداً إلى المراجعة المنهجية لـ320 دراسة علمية إلى أن بدائل السكر (المحليات الصناعية) لا توفّر أي فائدة طويلة الأمد لخفض نسبة الدهون المتراكمة في الجسم لدى البالغين أو الأطفال. كما يمكن أن يساهم استخدام المحليات على المدى الطويل في الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات الأخرى لدى البالغين.

ومن بين بدائل السكر المذكورة في توصية المنظمة: الأسبارتام، أدفانتام، السيكلامات، النيوتام، السكرين، السكرالوز، الستيفيا. في الوقت عينه، لم تتضمن القائمة السكر الكحولي عالي السعرات الحرارية، مثل البوليولات.

ودعت المنظمة الصغار والكبار إلى استخدام السكر – الغلوكوز والفركتوز وغيرها بنسبة لا تزيد عن 10% من السعرات الحرارية اليومية، ما يسمح بخفض الوزن ومنع تسوّس الأسنان. ولكن الخيار الأفضل وفقاً للخبراء هو الامتناع تماماً عن تناول الحلويات منذ الطفولة.

تقليل استخدام السكريات المضافة 

ومنذ عدّة أشهر، نصحت أحدث طبعة من الارشادات الأميركية الغذائية بأن تكون نسبة السكريات المضافة أقل من 10% من السعرات الحرارية المستخدمة، لأن السكريات المضافة تزيد الحلاوة أو النكهة، لكنها تضيف قيمة غذائية ضئيلة للطعام. وبسبب هذا التوجه في تقليل استخدام السكريات المضافة، شرعت صناعات الأغذية في مهمة ايجاد أو تطوير بديل مثالي للسكر يمتلك طعمه نفسه ولكن من دون السعرات الحرارية التي تؤدي إلى زيادة الوزن عند استهلاكه.

زلاقط: نتكل على الأمور الطبيعية

عن هذا الموضوع شرحت الدكتورة في العلوم الغذائية وأخصائية التغذية جويس زلاقط لـ”لبنان الكبير”، بأن “لبدائل السكر عدّة أنواع ونحن عادة في عياداتنا نتكل على السكر الاصطناعي والمشروبات الغذائية الدايت للشخص الذي يريد انقاص وزنه لأنّها تمنع دخول السكر الى الجسم. كما لا تؤثر عليه كوحدات حرارية أو كزيادة نسبة السكر في الدم، وهذا ما يدفع الشخص الذي يتناول مشروبات غازية وأشياء تحتوي على سكر الى أن ينحف، وذلك عندما نستبدلها بالسكر الاصطناعي الذي يعطي التحلية لكن من دون الحصول على السعرات الحرارية”.

وأشارت الى أن “هناك عدة أنواع محليات، ونحن نتكل على الأمور الطبيعية وليست تلك المصنعة في المختبرات اذا أردنا أن نزيدها على الشاي أو القهوة وأهمها الستيفيا، والمونك فرووت، أمّا الاسبرتام فكثرته مضرة”، لافتة إلى أنّ “السكر الاصطناعي يؤثر على البكتيريا الجيدة في الأمعاء، وكثرة المشروبات الغذائية تؤثر على العظام حتى لو كانت دايت. هناك دراسات تشير إلى أنّ المشروبات الغازية الدايت تؤثر على مستوى الانسولين لأنّها تكون مثل خدعة للجسم بأنه تم إدخال سكر عليه”.

شارك المقال