فاكهة الصيف… شراؤها حسب السعر لا النوعية!

حسين زياد منصور

مع بداية فصل الصيف، يتزاحم الناس عادة عند متاجر الخضار والفواكه أو البسطات لشراء فاكهة الموسم، أما اليوم ومع تبدل القدرة الشرائية فأصبحت الغالبية تبحث عن الأرخص ولو لم تكن “فريش”، وسط ترويج الباعة وصيحاتهم بأن منتجاتهم طازجة ويحصلون عليها من المزارعين فجر كل يوم.

وتختلف الأسعار بين المنتجات نفسها، وفي المكان نفسه، فالكرز على سبيل المثال أنواع ويختلف سعر كل نوع.

يتحسر أحد الباعة في حديث مع “لبنان الكبير” على الحال التي وصلنا اليها، ويقول: “في السابق لم أكن اشتري سوى بضاعة اكسترا، اما الآن فأصبحت أعرض مختلف الأنواع كي أستطيع تلبية طلبات الزبائن مع انخفاض قدرتهم الشرائية، فبعدما كان الزبون يشتري أقله 3 كيلو أصبح اليوم يشتري نصف كيلو”.

ويشير رامي الذي يمتلك متجراً للخضار الى أن هناك الكثير من الأنواع والأسعار، “فهناك الاكسترا، والوسط والعادي جداً، ولكل سعره الخاص. بالنسبة الى الكرز مثلاً، تبدأ أسعاره من 75 ألف ليرة للكيلو، و125 و150 وصولاً الى 200 و250 ألفاً، اما المشمش فهناك بـ 40 و50 و60 و120 ألفاً، والأمر نفسه بالنسبة الى الدراق واللوز. والجنارك أسعاره لا تزال مرتفعة وتتراوح بين 200 ألف ليرة للكيلو و300 ألف و350 ألفاً، فيما الشمام يبدأ سعر الكيلو من 30 ألفاً وصولاً الى 70 ألفاً”.

الترشيشي: الاتكال على السوق المحلية

رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع إبراهيم الترشيشي يؤكد في اتصال مع “لبنان الكبير” أن “الأسعار متدنية هذه السنة أكثر من السنة الماضية بكثير، وذلك يعود الى انسداد أفق التصدير، على سبيل المثال غياب قرار السماح بالتصدير الى المملكة العربية السعودية”.

ويشير الى أنهم يعانون من الكثير من المشكلات بالنسبة الى التصدير البحري، “فنحن مضطرون الى توصيل الحاويات الى المرفأ قبل 3 أيام وانتظار وصول الباخرة، وهذا لا يتناسب مع الكرز والمشمش، الى جانب معاناتنا من ارتفاع الكلفة في المرفأ بصورة لافتة اذ أننا ندفع عن كل حاوية ما يقارب الـ 300 دولار من دون نتيجة، فتحميل الكونتينر من المشغل الى متن السفينة سيكلف بحدود الألف دولار أي نصف الايجار وهذا أمر سيء”.

ويعتبر أن “لا أحد يهتم بالقطاع الزراعي الذي يمكن وصفه بالسائب والمتروك واليتيم، فلا قرار يفيد الزراعة وكل ما نسمعه شعارات فارغة المضمون، وعلاوة على ذلك يدفع براد الفاكهة اللبناني الذي سيدخل الى الأردن 5 آلاف دولار أميركي”، لافتاً الى “الاتكال على السوق المحلية والقدرة الشرائية لدى المستهلك، خصوصاً أن الأسعار متدنية وأقل بـ ٥٠٪؜ من كلفة الانتاج وأقل بـ ٥٠٪؜ من أسعار السنة الماضية”.

اشتهر لبنان تاريخياً خلال فصل الصيف بفاكهته المميزة، بحيث يتسابق المزارعون خلال هذه الفترة على حصد مواسمهم، لا سيما أن عدداً من الدول على مر السنوات الماضية، كان ينتظر الموسم اللبناني لاستيراد جزء من المحصول. هذا التميز يعود الى أسباب عدة أبرزها طبيعة الأرض والمناخ في لبنان.

وتزود فاكهة الصيف في ظل ارتفاع حرارة الطقس طوال النهار الجسم بالطاقة والمواد الغذائية التي يحتاجها وتحافظ على برودته وترطيبه بالإضافة إلى علاج بعض الأمراض أو منع حدوثها، لأنها تعدّ غنية بالمعادن والفيتامينات والألياف وبديلاً طبيعياً عن الحلوى المصنعة الملأى بالسكريات. لكن نمط الاستهلاك لدى اللبنانيين تبدل بعد الأزمة الاقتصادية الممتدة منذ خريف 2019، وغلاء الأسعار واضطر بعضهم إلى التقنين الكبير في شراء أنواع الفاكهة في موسم الصيف، والاهتمام في الدرجة الأولى بتأمين الأولويات، والشراء أصبح حسب السعر وليس النوعية.

شارك المقال