ما علاقة الرجال بالصحة النفسية للنساء؟

ليال نصر
ليال نصر

كما يهتم الانسان في الحياة بصحته الجسدية، هو بحاجة ماسّة أيضاً الى الاهتمام بصحته النفسية لأنهما مرتبطان ببعضهما البعض. فكثيراً ما نرى أشخاصاً يعانون أوجاعاً جسدية ليست مرتبطة بأي سبب جسدي وتكون لمجرد سبب نفسي، وهذا يحصل بسبب الضغط لأن الجسد يكافح كي نكون بمزاج ووضع أفضل وهذا يحتاج الى مجهود جسدي.

كذلك عندما لا نهتم بصحتنا الجسدية، نرى أن ذلك ينعكس على صحتنا النفسية فنشعر بأعراض مختلفة كالتعب والإرهاق وعدم القدرة على التركيز وفقدان الشهية والطاقة والإجهاد الشديد والعزلة الذاتية والانسحاب من الانخراط في المجتمع والحاجة إلى النوم أكثر بسبب الضغط النفسي الذي نعيشه.

وتعاني النساء من بعض حالات الصحة النفسية بمعدلات أعلى من الرجال، والأسباب عديدة يمكن أن يكون بعضها عدم القدرة على الإنجاب أو اكتئاب ما بعد الولادة أو صعوبات مرتبطة بالتكيف مع فقدان حمل أو موت طفل أو القلق أو التعرض للعنف الأسري واضطراب الوسواس القهري، وربما بسبب صعوبات عاطفية كفقدان الحبيب أو الطلاق إلخ…

لماذا الحاجة الى الدعم النفسي؟

وتقول الأخصائية النفسية والناشطة الاجتماعية وردة بوضاهر لموقع “لبنان الكبير”: “مثلما على الإنسان أن يقوم بإجراء فحوص مخبرية كل سنة ليتأكد أنه مرتاح ولا يعاني أي أمراض جسدية، كذلك علينا الاهتمام بالصحة النفسية أي المشاعر والأفكار فنستطيع أن نتعامل معها بطريقة صحية إذا كانت الأفكار السلبية تسيطر على دماغنا ولدينا قلق من أمور معينة. في الوقت نفسه من المهم جداً الاهتمام بالصحة النفسية للنساء خصوصاً في هذه الأيام التي نمر بها والصعوبات التي نعيشها في لبنان وتحديداً النساء اللواتي يعانين بصمت وقد يكنّ معنّفات في منازلهن أو فقدن استقرارهن المادي بسبب الوضع الاقتصادي، وربما كان لديهن خيار الخروج من المنزل والتحدث مع أهلهن أو أصدقائهن ولم تعد لديهن القدرة على القيام بذلك كالسابق. وهنا ضرورة توعية هؤلاء الأشخاص خصوصاً على وسائل التواصل الإجتماعي لأنها تصل الى الأفراد داخل المنازل”.

وتشير بو ضاهر إلى أن “الأشخاص من جميع الفئات ذكوراً كانوا أم إناثاً بحاجة الى دعم نفسي لأن مشكلات الصحة النفسية عند الرجال تنعكس على النساء أيضاً بسبب الكبت الذي يعيشونه وعدم التعبير عن ذاتهم ما يؤدي بهم إلى ارتكاب أفعال معينة أو التعبير عن مشاعرهم بطريقة سلبية تنعكس على النساء اللواتي يمكن أن يكنّ موجودات في حياتهم إن كنّ أمهاتهم أو بناتهم أو زوجاتهم أو صديقاتهم”.

طرق للوصول إلى صحة نفسية

الندوات في المناطق المختلفة مهمة جداً وتحصل عبر مؤسسات معينة، وتستطيع النساء اللجوء إليها خصوصاً أن هذا يفسح المجال لهن في التعبير عما يعشنه بطريقة صحية. بالاضافة إلى أهمية النوم الجيد والأكل الصحي وممارسة الرياضة والمشي وإجراء بعض التمارين المنزلية لتحريك الجسد وإراحته ومحاولة تأمين جو مريح. كذلك، فإن التواصل مع العائلة والأصدقاء يجب أن يكون صحياً وليس سلبياً فالاهتمام بالصحة النفسية يعني تحسين التواصل مع الأشخاص المحيطين بنا واختيار أشخاص صحيين قادرين على أن يكونوا معنا ويدعموننا بطريقة صحية.

أهمية استشارة الأخصائيين النفسيين

على الرغم من أن اللجوء إلى الأخصائيين النفسيين هو شيء مكلف، ولكن إذا شعرنا أننا نعيش صعوبة معينة فيمكن اللجوء إلى جمعيات تقدم دعماً نفسياً مجانياً وهذا أمر من المهم اتباعه لأنه عامل مساعدة كبير في مراحل معينة من حياة الإنسان. وفي كلتا الحالتين وخصوصاً إذا كانت السيدات المعنفات بحاجة إلى دعم نفسي من أجل الوصول إلى صحة نفسية، عليهن بداية استشارة المختص/ة عبر الهاتف وأخذ النصيحة حول المكان المناسب لتقديم الخدمة ومن ثم تحديد الأهداف المراد إنجازها من خلال العلاج لطرحها على المعالج/ة النفسي/ة، وكذلك تسجيل الملاحظات تفادياً لنسيان طرحها عند المراجعة ومن أبرزها الأعراض. كما يجب تحديد الاحتياجات الخاصة والمشاعر التي نريد مشاركتها مع المعالج/ة النفسي/ة ومحاولة الافادة قدر المستطاع من المواقع الالكترونية المختصة للتعرف إلى طبيعة الحالة التي نمر أو مررنا بها والتأكد من الشعور بالراحة والثقة تجاه الأخصائي/ة التي نريد التواصل معه/ا.

شارك المقال