النساء يكسرن نمطية المجتمع… بقيادة الدراجة النارية

تالا الحريري

بدأت ظاهرة قيادة الفتيات للدراجات النارية (الموتوسيكل) بعدد قليل، ما أحدث ضجة واسعة على مواقع التوصل الاجتماعي، ولكن النساء يتعرضن أكثر من الفتيات للهجوم بسبب قيادة هذه الدراجة على اعتبار أنّها “ذكورية” وتناسب الرجال أكثر، ويزداد الهجوم خصوصاً إذا كانت الفتاة أو المرأة محجبة. ولكن واقع الحال لا يختلف، فالكثير من الرجال ينتقدون طريقة قيادة النساء للسيارة فما بالك بالدراجة النارية؟

أول وأكثر من اشتهر في قيادة الدراجة النارية سيدة تدعى رنا، وتعمل كعاملة توصيل. وقد بدأت هذه الظاهرة بالانتشار كهواية في ركوب الموتوسيكل وقيادته من الفتيات الصغيرات في السن، لتتحول لاحقاً إلى ضرورة بسببب الأوضاع المادية والمعيشية، إلى جانب أن كلفة شراء الدراجة النارية وكلفة وقودها أقل بكثير من السيارة. فنتيجة الأوضاع الاقتصادية الخانقة حرم الكثيرون من شراء سيارة بسبب ارتفاع الجمرك إضافة إلى غلاء المحروقات، عدا عن كلفة السرفيس الخيالية أو الخوف من الذهاب مشياً تجنباً للتعرض للسرقة أو لاعتداءات أخرى. ولم يبقَ من حل أمام الفتيات والنساء سوى شراء دراجة نارية أو استعارتها وقيادتها من دون خجل، وعلى الرغم من أنّ هذه الظاهرة بدت غريبة في البداية إلاّ أنّها مع مرور الوقت أصبحت أمراً طبيعياً.

جنى فتاة تبلغ من العمر 22 عاماً طالبة في الجامعة، تماشت مع هذه الظاهرة وقادت الدراجة النارية. وقالت لـ”لبنان الكبير”: “في الواقع أنا أقود سيارة وقيادتي مجنونة أي أحب المغامرة في القيادة، وحصلت على دراجة نارية صغيرة كهدية من أحد أقاربي، في البداية ترددت في قيادتها، وأول ما قمت به هو إرسال صورة الى أصدقائي وأنا أركبها لأفاجأ بإعجابهم بهذه الفكرة وتشجيعهم لي، باعتبار أنّه أمر عادي. تدربت بضعة أيام على قيادتها ثم انطلقت بها، وحتى اليوم أقودها لقضاء كل أعمالي إلا أنّني لا أحبّذ قيادتها في الليل وهذا أمر شخصي، اذ تبقى السيارة آمنة أكثر في وقت متأخر من الليل خصوصاً إذا كان من يقود الدراجة فتاة ما يسهل سرقتها”.

أما صابرين وهي امرأة تبلغ من العمر 45 عاماً فقالت: “طرحت الفكرة منذ حوالي سنة على زوجي وأهلي لكنني قوبلت بهجوم شديد منهم، كنت أود شراء دراجة نارية لتسهيل عملية التبضع من السوق، الذي أذهب في العادة اليه سيراً على الأقدام وأعود محملة بالأكياس. لكن في الواقع أصبح الأمر عادياً وليس معيباً، فبعد فترة قبل زوجي أن أعيش هذه التجربة، وعلى الرغم من تردده في البداية إلّا أنّه تأقلم نوعاً ما مع الفكرة وبت أقضي حاجاتي على هذه الدراجة النارية، لكنني لا أتجول فيها بمعنى التنزه أوغيره”.

وأشارت الى أن “السوق مليء بالدراجات النارية المناسبة للفتيات من حيث الشكل والحجم واللون، وهذا ما يكسر بعض الشيء نمطية المجتمع ونظرة الشباب خصوصاً الى الفتاة التي تقود الدراجة، كما أنّ هذا الأمر يريحها”.

في الواقع، يتذمر الكثيرون من كثرة الدراجات النارية في الطرقات، معتبرين أنّ غالبية حوادث السير بسببها وأنّها غير آمنة لمن يقودها. ولطالما علق العديد على ركوب أكثر من شخصين على الدراجة خصوصاً بوجود الأطفال، لكن بدلاً من أن تقل نسبة هذه الدراجات على العكس زادت مع اكتساح النساء قيادتها.

شارك المقال