الحج مكلف… ولمن استطاع اليه سبيلاً من اللبنانيين!

حسين زياد منصور

بدأ الحجاج اللبنانيون ينطلقون في رحلتهم نحو بلاد الحرمين الشريفين، لتأدية مناسك فريضة الحج، فحج بيت الله الحرام هو الركن الخامس من أركان الاسلام، وواجب مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ عاقل إذا استطاع إليه سبيلاً، أي إذا كانت له القدرة المادية والصحية على أداء هذه الفريضة.

وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها اللبنانيون كان لا بد من الوقوف على قدرتهم على الذهاب الى الحج، فهناك الكثير ممن ضاعت آمالهم وأحلامهم في تأدية هذه الفريضة، خصوصاً بعدما خسر الكثيرون منهم أموالهم في المصارف والبنوك عقب تفجر الأزمة أواخر العام 2019.

وشكلت هذه النقطة عائقاً أمام الكثيرين، فمن لا يزال يمتلك المال، وإن كانت بالدولار، يسعى الى الحفاظ عليه وعدم صرفه الا في الوقت المناسب، تخوفاً من أي مشكلة قد تصادفه، ان كانت صحية أو اجتماعية أو اقتصادية. وهذا ما أكده الكثيرون، اذ كررواً جميعاً مقولة “الحج لمن استطاع اليه سبيلاً”، مكتفين بذلك.

كل شيء تغير وأصبح أغلى

التكاليف تحتسب بالدولار الأميركي، بحسب أحد أصحاب الحملات وهو الحاج نصار، الذي أكد لـ “لبنان الكبير” أن “كل شيء تغير وأصبح أغلى، ففي الماضي كانت رحلة الحج تكلف بين 2000 و2500 دولار أميركي، اما اليوم فالتكلفة تبدأ من 4200 دولار، ويعود ذلك الى الرحلة والموقع، أي الفندق، وحسب بعده عن الحرم”.

وأوضح أن “الأسعار تتفاوت اليوم، فهناك أوتيل 3 نجوم وهناك 5 نجوم، ومنها ما هو قريب من الحرم ومنها ما هو بعيد. الى جانب وجود حملات تكلف 10 آلاف دولار، وهي للذين يريدون ترفيه أنفسهم”. وأشار الى وجود رحلات انطلقت الى السعودية منذ يومين، اما الغالبية فستبدأ بالانطلاق منذ يوم الجمعة.

الترتيب للأكبر سناً ولم يسبق له الحج

ولفت مدير هيئة رعاية شؤون الحج والعمرة الحاج إبراهيم عيتاني في حديث لـ “لبنان الكبير” الى أن الكوتا اللبنانية اكتملت وأقفلت، أما الكوتا الفلسطينية فلم تكتمل لكن انتهى العمل بها، وبلغ عدد الحجاج 6 آلاف، مؤكداً أن لا علاقة لهم بالتكاليف لا من قريب ولا من بعيد، بل هم مجرد ناقلين للأموال، لكن معدل التكلفة بحسب بعض أصحاب الحملات يبلغ 5 آلاف دولار.

وقال: “ليست هناك أي قيود أو شروط تفرض على اللبنانيين خصوصاً، من يقدم الطلب ولم يذهب الى الحج من قبل، الأكبر سناً يحصل على الموافقة، أي الترتيب لمن هو الأكبر سنا ولم يسبق له الحج”.

واعتبر أن السنة الماضية كانت استثنائية، وحصة لبنان بحدود 2700 حاج.

اما بالنسبة الى رحلات الحج بالبر، فأكد أنها توقفت منذ العام 1997، “لأن البعض كان يتخذ من الباصات أساليب وطرق للتهريب، ونتج عنها الكثير من الأمور المتعلقة بالأمن، لذلك أصدرت الحكومة اللبنانية قراراً بوقف رحلات البر.”.

وشدد أحد الأطباء على ضرورة وجود طبيب ضمن الحملة، “فهناك فحوص طبية يجب اخضاع المسافر لها لتجنب المشكلات الصحية التي قد يواجهها، الى جانب وجود شروط صحية يجب الاطلاع عليها، خصوصاً أن الحجاج يتعرضون كثيراً للإسهال وارتفاع الضغط بسبب التغير في درجات الحرارة”.

في العام 2019، بلغ عدد الحجاج حوالي 2,5 مليون حاج، ثم أغلقت السعودية المسجد الحرام الذي يضم الكعبة في آذار 2020، وخلال الأشهر اللاحقة، رفعت القيود تدريجاً، حتى الموسم الماضي.

شارك المقال