المنشطات الرياضية… آفة خطيرة تتسبب بالعقم!

راما الجراح

امتلاك جسم جذاب، أكتاف عريضة وعضلات مفتولة، حلم شباب اليوم. يشتركون في الأندية الرياضية لبناء الأجسام ورفع الأثقال، ولكن حماسهم لإظهار نتيجة سريعة يجعلهم يلجوؤن إلى تناول منشطات يعتبرونها مفيدة لأجسامهم من دون إدراك مخاطرها الكبيرة.

هذه المنشطات هي مواد غريبة أو مواد طبيعية، ولكن تستخدم بطريقة غير طبيعية، عن طريق الحقن أو الفم، وتساهم في رفع اللياقة البدنية بصورة كبيرة، وتحرمها اللجنة الأولمبية الدولية (اللجنة الطبية) باعتبارها مواد غيرقانونية، فمن شأنها أن تزيد اللاعب نشاطاً غير طبيعي ما يجعله ينافس بطريقة غير عادلة، ويُعاقب من يتعاطاها بالاستبعاد من البطولات الرياضية، كما أنها تحمل مخاطر صحية كبيرة على الجسم قد تصل بصاحبها إلى الموت.

أوضح المدرب الرياضي بسام حسن أنّ “هناك فرقاً بين المنشطات والمكملات الغذائية (بروتين، فيتاميتات، كاربوهايدرايت…) أي ما هو متوافر أساساً في الطعام. والأشخاص الذين يستفيدون منها هم الذين لا وقت لديهم لتغذية أنفسهم بصورة صحية، ولكن المعتقد الخاطئ أن الغالبية تعتقد أنهما من دون المكمل الغذائي لا يمكنها بناء عضل، والحقيقة أن نوعية الطعام التي يتناولها الانسان هي التي تحدد ذلك وليس المكملات وغيرها”.

وأشار في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “هناك عدة أنواع من المكملات الغذائية، منها تحتوي على بروتينات تغذي العضلات، كاربوهايدرايت وهي مصدر القوة، فيتامينات، بالاضافة إلى الكرياتين، وهو عبارة عن انزيم يفرز في الجسم بكميات قليلة تعمل كمحفز وموجودة في بعض المأكولات مثل اللحوم الحمراء، وتؤخذ الجرعة بحسب حاجة الجسم، وطبعا الـPre- workout، الذي يحتوي على مادة الكافيين، التي تحفز الدورة الدموية في الجسم، وتزيد من طاقة الجسم ونشاطه، ويمكن استبداله بفنجان القهوة اليومي. وطبعاً هناك شركات عالمية كثيرة تقوم بتصنيع المكملات الغذائية، ولكن النسبة القليلة التي تصل إلى لبنان بنوعية جيدة، بحيث تتضمن هذه المكملات مواد صحية ١٠٠٪ وتعود بالفائدة الكبيرة على جسم الشخص في حال اعتمد نظام حاجته بصورة يومية، من دون الافراط في تناولها”.

ولفت الى أن “هرمون التستوستيرون موجود في أجسامنا جميعاً وخصوصاً عند الرجال، وعند إدخال مادة منه على جسم الانسان وتعتبر غريبة بطبيعة الحال، تؤثر على جميع الهرمونات وترتفع بصورة تلقائية ما يؤدي إلى زيادة في الكتل العضلية والقوة في الجسم، بالاضافة إلى عدة تغيرات داخلية أخرى. هذه الهرمونات تساعد في بناء العضل سريعاً وزيادة عن حجمها الطبيعي الذي يمكن أن تصل إليه. وكل شيء له أعراضه الجانبية إذا لم يحدد كمياته بحسب الجسم، وللأسف اليوم غالبية الشباب تنجذب إلى النتيجة الأسرع من دون الوعي الى الكمية المناسبة التي تحتاجها أجسامهم، ولهذا السبب نسمع بأناس كثيرين يتضررون منها”.

وقال حسن: “لا أحد مضطر الى تناول الهرمونات إلا في حال الوصول إلى بطولات عالمية مثلاً، وفي كل الأحوال عندما يريد تناولها يجب أن يكون هناك طبيب يتابع صحته بصورة دورية بالإضافة إلى مدرب رياضي خاص به ليحدد له الكمية التي يحتاجها، وبالنسبة لي لا أعمل في هذه الأمور ولا تهمني كثيراً، وأنصح الجميع بأن يزيدوا من قوة أجسامهم بطريقة طبيعية، لأنه عندما يتوقف عن تناول الهرمونات سيعود الجسم تلقائياً الى ما كان عليه في السابق”.

وبحسب الدكتور علاء القرحاني، أخصائي طب وجراحة المسالك البولية والتناسلية، فانّ “المنشطات التي يتناولها الشباب في النوادي الرياضية تؤثر بصورة سلبية جداً على الأعضاء التناسلية، وتؤدي بهم إلى العقم الكلي، ومخاطرها قد تصل إلى درجة لا يدكونها إلا بعد فوات الأوان، لذا يجب عليهم الابتعاد عنها نهائياً، مثل الأنابول، التستوستيرون والأندروستينيدون، الغونداتروبين، الارثروبيوتين، والكرياتين، ومشروبات الطاقة، لأنها توثر على الحياة الجنسية والتناسل أي يمكن أن يواجهوا صعوبات في الانجاب، ونواجه حالات كثيرة في مشكلات ضعف الإنجاب عند الناس وتكون من مسبباتها المنشطات التي تناولوها في النوادي الرياضية”.

وأوضح أنّ “هذه المنشطات تؤثر بهذه الطريقة الكبيرة لأن الشخص يتناول مواد موجودة أساساً في الجسم، عندها تصبح كميتها لا تتناسب مع أجسامهم، ولا يكونوا بحاجة اليها، ومن ناحية أخرى هذه الهرمونات التي تفرز في الجسم، هناك هرمونات في الدماغ تتحكم به، وهنا يقوم الشخص بإلغاء شاغل الهرمونات المتحكمة بها، وعند التوقف عن تناولها لا تعود الهرمونات في الجسم إلى طبيعتها في الفرز، وهكذا يدمر الشخص نفسه بسبب هذه المواد التي لا ضرورة لها أساساً”.

شارك المقال