لبنان رابع أسوأ بلد في قتل الطيور المهاجرة!

تالا الحريري

صنّف لبنان من أخطر الدول على الطيور المهاجرة، وهذا ليس أمراً جديداً، في حين أنّ الصيادين لا يفوّتون موسم هجرة الطيور لممارسة هوايتهم في الصيد للتسلية فقط وليس بهدف أكلها، اذ من المعروف أنّ غالبية الأنواع التي تقتل لا تصلح للأكل. وحسب احصاءات سابقة لـ”الائتلاف اللبناني لحماية الطيور” يقتل الصيد العشوائي في لبنان سنوياً أكثر من 2.5 مليوني طائر من دون تمييز بين الطيور التي يسمح بصيدها وتلك المعرضة لخطر الانقراض.

في الأصل، يعد لبنان أحد أهم الدروب التي تسلكها الطيور في هجرتها السنوية من أوروبا إلى آسيا وأفريقيا، فتحلق فوق سهول لبنان الداخلية من أقصى الشمال إلى سهل البقاع، حيث المستنقعات والمحميات الطبيعية وصولاً إلى أقصى جنوب البلاد، ودائماً ما يفلت الفاعلون من العقاب.

وفي هذا السياق، أوضحت الناشطة في حقوق الحيوان غنى نحفاوي لـ “لبنان الكبير” أنّ “موسم البجع من أيلول الى تشرين ثم في آذار ونيسان. الآن ليس موسم البجع لكنها تقع ضحية همجية من يحملون أسلحة حربية ويقتلون الطيور المهاجرة، التي ممنوع عالمياً المس بها، لقدرتها على المحافظة على نظافة البيئة”، مشيرة الى أن “البجعة تعتبر مثل قمّام الطبيعة فهي تنظف كل شيء وتأكله، لذلك هي مهمة كما أنّها اجتماعية. المطاعم والمسامك تشتريها لوضعها من أجل جذب الزبائن، فهي تستغل هذه الطيور المحرم صيدها ولا تؤكل، وعند قتلها لا يعود هناك من يأكل الحشرات التي تفتك بالزرع، فـ90% من الصيد هو للهو والمتعة فقط”.

وعن البجع، قالت: “هناك احتمال لعلاج البجعة في حال كانت مصابة، بحيث يصار إلى اعادة تأهليها ودراسة امكان أن تطير مجدداً وتلحق بسربها، لكن بقتلها أو حبسها يكونون قد حرموها من العودة إلى بلدها وعائلتها”. وأكدت أنّ “لبنان موقع على كل المواثيق التي تحمي الطيور المهاجرة والحيوانات البرية لكن تتم مخالفتها”.

ولفت الصحافي والباحث البيئي منير قبلان لـ”لبنان الكبير” إلى أنّ “جمعية الطيور العالمية قامت بدراسة صنّفت فيها لبنان رابع أسوأ بلد على حوض المتوسط من ناحية قتل الطيور المهاجرة. لبنان هو نقطة سوداء على الخريطة العالمية، فعبره تقتل عشرات الآلاف من الطيور المهاجرة وفي الدرجة الأولى طائر البجع وهذه دراسات موثقة. قانون الصيد رقم 580 الصادر عام 2004 في المادة الثالثة منه، يمنع الصيد خلال موسم التكاثر (التزاوج) أو خلال موسم العبور ويمنع قتل العصافير خارج أوقات الصيد”.

أضاف: “هناك بعض الطيور باتت مهددة بالانقراض نتيجة الصيد العشوائي والصيد الجائر، كما أنّ طائر البجع لا يؤكل بل يقتل بهدف التسلية. هناك توازن بيئي موجود في الطبيعة، الطيور بكل أنواعها تأكل القوارض والحشرات التي تهجم على سهول القمح والشتول وغيرها، وبالتالي الخطورة تكمن في فتك الحشرات بالأشجار. حينها نضطر إلى رش مواد كيميائية، لما له أيضاً من آثار سلبية على الهواء والمياه الجوفية والتربة”.

وشدد على وجوب “وجود صرامة في تطبيق القانون، أي منع القوّاصين (ولا يسمّوا صيادين) من قتل الطيور بصورة عشوائية، ومحاسبتهم، ومصادرة بنادقهم وتغريمهم ومنع أشكال الصيد الاحتيالية من الصيد الليلي الى زرع الشباك ووضع الدبق… لكن هناك تقاعس في تطبيق القوانين”، مشيراً الى أن “نسبة اطلاق النار على الطيور انخفضت نتيجة الاعلام وضغط الجمعيات والناشطين والمعنيين كافة، فضلاً عن المساءلة في مكان ما”.

شارك المقال