إنتشرت فيديوهات عدة عن وجود أسماك قرش في المياه اللبنانية، وإطلاق تحذيرات من مخاطرها وأنها قد تكون مؤذية، وهو ما جعل بعض المسابح تقفل خوفاً، بعد أن أثارت هذه الظاهرة بلبلة، خصوصاً عقب انتشار مقطع مسجل يظهر التهام قرش لسائح روسي في مصر، وهذه البلبلة استدعت تحركاً من المعنيين لايضاح ما يجري للناس وطمأنتهم، لا سيما أننا دخلنا في موسم الصيف والسباحة.
القرش ضروري للحفاظ على النظام الايكولوجي
وأفادت مصادر وزارة الزراعة لموقع “لبنان الكبير” أن وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن تابع موضوع حركة أسماك القرش التي تشاهد بالقرب من السواحل اللبنانية، وأفور تداول هذه الأخبار استنفرت الأجهزة الفنية المعنية في الوزارة بتوجيهات من الوزير للتحقق من دقتها والتي تبين أن غالبيتها غير صحيحة.
وتؤكد الوزارة عن طريق خبرائها المختصين أن الساحل اللبناني يحتوي على العديد من أصناف أسماك القرش، وغالبيتها مصنفة بغير المعادية، إلا في حال محاولة الاعتداء عليها.
وأشارت المصادر الى أن أسماك القرش هي أسماك مهمة بيئياً وتعتبر ضرورية للحفاظ على النظام الايكولوجي البحري، مذكرة بضرورة الالتزام بالقوانين المرعية الإجراء والمراسيم والقرارات الحكومية وفي مقدمها القرار 1\10045 المتعلق بالشروط العامة لصيد أسماك القرش، والمرسوم 6054 الخاص بنوعية الشباك المستعملة في الصيد البحري، والقرار 2775 الذي يمنع استعمال الشباك الجارفة.
قروش ودلافين غير هجومية
وأكد المستشار الاعلامي في “الحركة البيئية اللبنانية” مصطفى رعد في حديث لـ “لبنان الكبير” أن أسماك القرش موجودة في لبنان منذ زمن، وليست أمراً جديداً، وهناك العديد من الحيتان، والدلافين أيضاً، لكنها لا تقترب من الشاطئ، وإن اقترب بعضها في الفترة الأخيرة فبسبب وجود نفايات تتضمن مأكولات من لحوم أو دجاج أو حتى أسماك كي تأكلها، أو من الممكن عندما يصطاد الصيادون السمك فمن الطبيعي أن تقترب الدلافين كي تأكل، وهذا الأمر جزء من الدورة الطبيعية لأي حيوان موجود في البحر.
وهذا ما أشار اليه رئيس وحدة الانقاذ البحري في الدفاع المدني اللبناني سمير يزبك، موضحاً أن أسماك القرش لا تقترب كثيراً نحو الشاطئ اللبناني، والساحل اللبناني هو مجرد مكان عبور لهذه الأسماك، لكنها قد تقترب في حال وجود نفايات على سطح المياه أو أسماك ميتة لتأكلها ثم تكمل رحلتها، وأنه بعد تسيير دوريات للدفاع المدني شوهدت الدلافين.
وكان نقيب الغواصين المحترفين في لبنان محمد السارجي لفت الى وجود أسماك كبيرة الحجم في مياه البحر، وأن اقتراب أسماك القرش من المياه اللبنانية يعود الى تصرفات الصيادين، وأسباب تتعلق باستخدام الديناميت في الصيد، وذلك لأن رائحة الدماء تستقطب هذا النوع من الأسماك.
اما أحد الصيادين والسباحين فقال ان هذه الأسماك تظهر عموماً وهي غير هجومية أو مؤذية، ورؤيتها هذه المرة، ليست الأولى، بل وجود أسماك ميتة في هذه النقطة أو بقايا نفايات وطعام يجذبها اليها كي تأكلها.
الانسان ليس على لائحة طعام القرش
وشرح رعد عن الأصناف الموجودة في البحر الأبيض المتوسط، “فهناك بحسب الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة ما يقارب 58 صنفاً في البحر الأبيض المتوسط، ومن هذه الأصناف لدينا في البحر أو الساحل اللبناني 9 كلاب بحر، ولا تشكل خطراً، بل هي فضولية وغير هجومية، والأنواع الهجومية غير موجودة في بحرنا”.
وذكر بقرار صدر في 2014 عن وزارة الزراعة يمنع صيد أي نوع من أنواع أسماك القرش أو بقرة البحر أو كلاب البحر مثل ستينغ رايز والشيفانين، أو بيعها أو المتاجرة بها، “مع العلم أن ستينغ رايز تؤكل، بينما أسماك القرش لا تؤكل بسبب نسبة الزئبق الموجودة في لحمها أو جسمها، فهي عالية لأنها تأكل الكثير من الأسماك”.
وشدد رعد على أن وجود أسماك القرش ضروري للنظام الايكولوجي في البحر وللمحافظة عليه، “فمثلاً إن كانت هناك أسماك مريضة، يأكلها القرش، وفي الوقت نفسه هو عدو طبيعي لأي نوع يمكن أن يؤثر على بقية المخلوقات الطبيعية الموجودة في البحر”.
أضاف: “الانسان ليس على لائحة طعام القرش، الموجود قبل الانسان بـ 400 ألف سنة، فليس هناك أي خطر لكن على الناس الانتباه، خصوصاً عند السباحة في الأماكن التي تضع فيها البلدية تحذيرات لوجود أسماك قرش أي تمنع فيها السباحة، ويجب في هذه الحالات وجود أكثر من شخص”.
ونصح بالالتزام بهذه التحذيرات تجنباً لوقوع أي حادث، مشيراً الى عدم حصول أي حادث يتعلق بعضات القروش عموماً، وأحيانا يخطئ القرش بين الانسان وأنواع أخرى يأكلها مثل الفقمة، لكنه جدد التأكيد أن الانسان غير موجود على قائمة طعام القرش لوجود نسبة كبيرة من العظام في جسم الانسان، ويفضل الأسماك التي تضم نسبة قليلة من العظام كي يأكلها بصورة سريعة فهو من الحيوانات الغضروفية.