مراكز التجميل غير المرخصة… السعر الزهيد مقابل مواد غير صحية

تالا الحريري

كشفت فرق التفتيش التابعة لمديرية العناية الطبية في وزارة الصحة العامة على عمل عدد من مراكز التجميل في محافظة النبطية ومنطقة دير الزهراني من دون تراخيص قانونية، وبناء عليه، عمدت المديرية بتوجيهات من وزير الصحة العامة فراس الأبيض إلى إقفالها، مؤكدة عدم التساهل على الاطلاق حيال عدم الالتزام بالضوابط القانونية الموضوعة لمراكز التجميل، هذا ما جاء في بيان المكتب الإعلامي في وزارة الصحة، وهي ليست المرة الأولى التي تقفل فيها مراكز تجميل غير مرخصة وغالباً ما يكون العاملون فيها غير اخصائيين يقومون بإجراءات طبية من دون وجود الخبرة المطلوبة.

هذه المراكز كثرت في الفترة الأخيرة كما كثر روادها وهذا يعود إلى الخدمات التي يقدمونها بأسعار زهيدة جداً مقارنة بأسعار العيادات الطبية، فمثلاً قد يتراوح سعر حقنة الفيلر بين 150 – 200 دولار عند أخصائي التجميل لكنها تصل في هذه المراكز إلى 35 دولاراً فقط.

وفي هذا السياق، شدد طبيب جراحة تجميل الوجه والاجراءات التجميلية غير الجراحية الدكتور أنيس مراد لـ “لبنان الكبير” على وجوب “أن يكون هناك تعقيم ونظافة وخصوصاً في مراكز التجميل التي يجب الانتباه فيها بصورة أكبر للمواد وغيرها، مثل أي مؤسسة طبية (عيادة أو مستشفى). وهناك الكثير من الأشخاص الذين يتعدون على هذه المهنة، اذ يجب أن يكون موضوع الحقن تحت اشراف طبيب مختص وليس أي طبيب لأن هذه المواضيع حساسة، وأي تشوه يمكن أن يؤدي إلى تدمير المريض”.

وأشار إلى أنّ “هناك احتمالية حصول مضاعفات في أي عمل طبي، ونحن نشرح للمرضى ما هو متوقع حدوثه. في النهاية ليس هناك طبيب يؤذي عن قصد، لكن نسبة حصول المضاعفات بوجود طبيب مختص ضئيلة والطبيب المتمرن يدرك كيفية التعامل مع هذا الموضوع حتى لا يترك أي أثر سلبي على المدى الطويل. لذلك موضوع المحاسبة يتم عندما لا يكون هناك ترخيص أو أنّ الاشخاص يعملون بطريقة خاطئة”، لافتاً إلى أنّ “السعر الزهيد يقابله مواد غير صحية ورخيصة والنتيجة لن تكون مرضية وتذهب خلال فترة قصيرة، ومن الممكن أن تسبب مشكلات على المدى البعيد”.

وأوضحت مالكة أحد مراكز التجميل، التي رفضت ذكر اسمها، في حديث لـ”لبنان الكبير” أنّ ” كل شخص يملك القليل من المال أو محلاً صغيراً يقرر استثماره في مركز تجميل، لأنه باعتقادهم أنّ كل المهام التجميلية مثل الليزر والعناية بالبشرة وغيرها لا تحتاج إلى خبرة”.

واعتبرت أنّ “الشخص الحاصل على شهادة دورات مخول أن يقوم ببعض المهام، فليست هناك اختصاصات في الجامعة تعلم كيفية العناية بالبشرة أو استخدام بعض الآلات التجميلية. ويختلف ذلك بنوعية الدورات التي نتلقاها فأنا قمت بأكثر من 11 دورة وجميعها مكثفة، وأنا في هذا المجال منذ سنوات عديدة ولم تردني أي شكوى من زبائني”.

شارك المقال